على الرغم من أن كوفي عنان موفد مجلس الأمن والجامعة العربية لا يزال يواصل جولته من عاصمة إلى أخرى، ويواصل تصريحاته التي يدعو فيها النظام السوري إلى الكف عن قتل المدنيين، كما يدعو أطراف النزاع إلى الجلوس إلى طاولة الحوار من أجل الخروج بحل سلمي توافقي ينهي الأزمة في سوريا، إلا أن من يراقب الوضع على أرض الواقع يدرك أن مهمة عنان قد انتهت، وأن النظام السوري قد رد ردا متكررا على عنان حين صعد عمليات القتل الجماعي التي يمارسها ضد شعبه وبالغ في التنويع في انتهاك حقوق الشعب البريء بين قتل وتشريد وهتك عرض وتدمير مساكن وتهجير...، وما إلى ذلك من أعمال لم تقدم عليها أشد الأنظمة فاشية وعدوانا. مهمة عنان فشلت وهذا ما أعلنه المجلس الوطني السوري، ومجلس الأمن لا يزال يتعثر عاجزا عن اتخاذ أي قرار تجاه الوضع في سوريا بعد أن أصرت الصين وروسيا على رفض أي تدخل عسكري يمكن له أن ينقذ الشعب السوري مما يتعرض له، وأصدقاء سوريا الذين تكاد تنحصر جهودهم في محاولة الوصول إلى طريقة تمكن من إدخال المساعدات إلى السوريين لا يزالون عاجزين عن تحقيق أي خطوة في هذا المجال. وعلى الرغم من هذا الفشل الدولي تجاه الوضع في سوريا إلا أن إرادة الشعب السوري لا تزال تمسك بإدارة المعركة في الداخل، فإضافة إلى توسع نطاق الاحتجاجات وتجاوب مختلف المدن السورية معها فإن الجيش السوري الحر بات يحقق إنجازات ملموسة على أرض المعركة لم يكن يحققها من قبل وهو ما يؤكد أن الحسم قادم من داخل سوريا سواء ساعدهم العالم على ذلك، أو تركهم يواجهون عدوهم وحدهم ويخوضون معركتهم معه منفردين.