قدم النحات الدكتور محمد الفارس أكثر من 40 عملا نحتيا في معرضه الشخصي الثاني في قاعة داما أرت، بحضور محبي ومتذوقي الفنون البصرية في جدة. المعرض الذي أطلقه الشاعر الدكتور سعد عطية الغامدي تميز بمجموعة أعمال نحتية جسدت للمتلقي ذاكرة الزمان والمكان، حيث قدم منحوتات تعود إلى أكثر من 100 عام تعد مستهلكات قديمة لمهن اندثرت وانقرضت، كما شهد المعرض بعض الأعمال النحتية لأخشاب وجذوع شجر طوعها الفنان وحولها إلى تحف فنية تهدف إلى معاني عديدة ارتبطت بعين المشاهد. الدكتور سعد عطية بعد تجوله في المعرض، أكد ل«عكاظ» أن المنحوتات التي رآها في المعرض عبرت عن حقب زمنية مختلفة ومتطورة، إلا أن القاسم المشترك في الأعمال هو ذاك الحس الفني للنحات الدكتور محمد فارس الذي ظهر جليا في اختياره لفراغات العمل التي أعطت بالطبع إحساسا جوهريا للمتلقي بأنه أمام تحف فنية من طراز مختلف، وأضاف الدكتور الغامدي أن الفن التشكيلي لايعرف حدودا ولايعترف بقوانين فالتعبير مفتوح بأي طريقة، وفي أي زمان، مشيدا بماوصل إليه التشكيل السعودي في المملكة من ارتقاء في الفكر وتنوع في الطرح داعيا جميع التشكيليين والتشكيليات إلى الخوض في تجارب فنية لتعزيز مفهوم الفن للجميع في مجتمعنا، حيث أصبح الفن مع التقنية الحديثة رسالة سريعة وقوية تصل العالم في ثوان وقال «إنه من الضروري للفنانين والفنانات الالتزام بالثوابت الدينية في ترميز لوحاتهم لتعكس هويتهم الفنية تحديدا عند خروج هذه الأعمال للمشاركات الخارجية، فتطويع العنصر الإسلامي وتجريده في الأعمال متاح في كافة المدارس والاتجاهات الفنية «وتمنى الغامدي في النهاية التوفيق لجميع الصالات التشكليية في جدة، والتي تسعى بالطبع إلى الارتقاء بالذائقة اللونية في المجتمع».