افتتح الدكتور سعد عطية الغامدي مساء الأربعاء الماضي معرض الفنان محمد الفارس في جاليري داما آرت بجدة. وتضمن المعرض أعمال نحتية على الرخام(9)، ومجموعة أخرى مفاهيمية (11)، كانت مفاجأة للزوار خاصة أن الفارس عرف بأعماله النحتية، وإقامته معرضا شخصيا واحدا في محترفه قبل ثماني سنوات بحضور مدير جامعة الإمام السابق الدكتور محمد السالم. ويعتبر هذا هو معرضه الثاني الذي يستمر حتى 15 مارس الجاري. وأوضح الفارس أن المحور الأساسي في أعماله قائم على الأسلوب المفاهيمي، واستلهاما من الطبيعة لتركيب أكثر من قطعة في عمل واحد، معتبرا أن ما يقدمه في هذا المعرض نوعا من التجريب الذي يتطلب شجاعة في طرح الفكرة، وتحديا لما أعتاد عليه المتلقي، واصفا هذه النقلة في مسيرته الفنية بالخبرة المكتسبة التي نضجت مع الوقت خلال رحلاته وتجاربه في السنوات الماضية. ويرى الفارس «أن كل إنسان مشروع فنان في المستقبل لأن الفن نشاط إنساني وجزء من السلوك اليومي، معتبرا أن الطفرة التي مرت على المجتمع السعودي أفقدته توازنه، وغيرت أنماط المعيشة للأفراد والاهتمامات لديهم». مؤكداً أن ذلك انعكس على «السلوك الفني في حياتنا وكل ما حولنا». وأشار الفارس إلى رغبته في تدوين ذاكرة التراث المحلي في أعماله، متطرقا إلى عمله حول بداية تصميم الأطفال لألعابهم في الستينيات الميلادية من المواد المستهلكة وتوليفها من الخردة حتى تصبح لعبة جديدة يمرحون بها. وحول تأخره في إقامة معرض فني وعرض أعماله للجمهور، قال: إنه لم يتأخر في ذلك، بل إن «محاولاتي الأولى تعود إلى مشاركتي في معرض مدرسي، واجتهدت في تكوين ثقافتي الفنية على الرغم من دراستي في المعهد العلمي الخالية مناهجه من تدريس التربية الفنية» مضيفاً أن أختار «تخصص الجغرافيا القريب من الفن لدراسته حقيقة الأشكال وتمثيلها في الطبيعة». وذكر الفارس أنه بعد عودته من بريطانيا عام 1998م، أصبح لديه الوقت الكافي للعمل على منحوتاته وإنتاج أعمال جديدة مخالفة للتيار السائد، معبرا عن قناعاته الداخلية بما يقدم بعيداً عن الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على إبداعات الفنانين الجدد في المشهد التشكيلي. وختم الفارس حديثه بقوله «إن الفكرة إذا كانت لها علاقة بالمفهوم وأستطاع الفنان تكوين صلة ذات تعبيرات جمالية، فإنه يعتبر ذلك ممارسة فنية، ويستحق صاحب العمل صفة الفنان حتى لوكان طفلا صغيرا».