من يزور محال المعجنات والفطائر (الشامية) في جدة التي غالبا ما يعمل فيها السوريون، يسمع ما يردده العاملون بين بعضهم من أحاديث عن أوضاع سورية وما يحدث فيها من مآسٍ، والبعض الآخر يعبر عن استيائه من هذه الأوضاع من خلال شعارات وأناشيد يرددونها مثل «سورية بدها حرية» «يلا ارحل يا بشار» وباتت أناشيد الثورة السورية منتشرة في معظم محال صناعة المعجنات التي يعمل فيها السوريون. واستقطبت هذه الأغاني شريحة واسعة من السوريين المغتربين، لا سيما فئة الشباب الذين تهافتوا على شراء واقتناء هذه الأغاني، بالإضافة إلى انتشارها في الأماكن العامة والخاصة، وما هذه إلا صورة على تلاحم الشعب السوري وتأثره بالظروف التي تمر على البلاد. في جدة، التي يميل أكثر السوريين إلى الحياة والعمل فيها، يمكن لك أن تعرف السوريين من خلال تجمعاتهم في الحدائق العامة وعلى الشاطئ، وما يرددونه خلال جلساتهم من أغان وأشعار عن الثورة السورية ومن بينها أشعار إبراهيم قاشوش؛ ذلك الشاب السوري الذي نشط إبان موجة الاحتجاجات الشعبية السورية في قيادة المظاهرات، التي تهتف بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وتأليف الشعارات المناوئة للنظام السوري وقيادته بمن فيهم الرئيس السوري شخصيا وشقيقه ماهر وحزب البعث وإنشادها أمام الجماهير في ساحة العاصي في قلب حماة ومن بينها أنشودة (يلا ارحل يا بشار)، وبالطبع يعترف السوريون أن هذه الحرية في تبادل أخبار الثورة.