بين خطيب جامع إسكان الحديثة بقرية الحديثة التابعة لمحافظة القريات الشيخ علي عويد العبدلي أن مِن منة الله على أهل الإسلام أن وحد لهم مصدر التلقي، هو الوحي المعصوم الثابت بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال في خطبة الجمعة أمس: «من طلب الحق في أمور الدين من الأحكام والعقائد والهدى من غير هذا المصدر فقد ضل سواء السبيل، ومن ظن أنه يعتمد على فهمه دون النظر في فهم السلف الصالحين وأهل العلم الأثبات الراسخين، وأن فهمه مقدم على فهومهم فقد سلك المسالك المعوجة». وقال العبدلي «العاقل الزاكي من يدرك الأمور بعقله وبصيرته، والجاهل يندفع بعاطفته وغفلته»، وأضاف «من التثبت، التروي وعدم التعجل في إعطاء الرأي أو إبداء الحكم أو التفسير؛ بل قد لا يلزم إبداء الرأي ولا التكلم في كل نازلة، فما كل رأي يجهر به، ولا كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يصلح للقول يقال عند كل أحد». ونصح خطيب جامع إسكان الحديثة، المصلين باحترام أهل العلم وتقديرهم، وقال: «من معالم الهدى الثقة بأهل العلم وتقديرهم، والعلم بأن براءة الذمة وسلامة الدين تحصل بالرجوع إليهم وسؤالهم؛ فيجب توقيرهم وحفظ حقوقهم، وتجنب الانتقاص من أقدارهم، أو الحط من منازلهم ومقاماتهم»، وأضاف «أي فتنة أشد حين ينتقص الناس من علمائهم والراسخين منهم والربانيين؛ ليعجب كل ذي رأي برأيه، فيشمر عن ساعده، ويحسر عن ساقه ليقول: ها أنذا، لا يلتفت بعضهم إلى بعض، ولا يرى بعضهم لبعض حقا ولا منزلة ولا علما ولا رأيا، يتقدم الأصاغر على الأكابر، كلهم يزعم أنه المتكلم في مصالح الأمة، وأنه الذي يفهم واقعها، وكلهم يرى أنه الأحق ليقود السفينة، ناهيكم بالمتعجلين المتكلفين ممن لا يراعي ما يرعاه القوم من الأصول وضبط القواعد وشد المعاقد؛ فهذا الغافل في شأن، وأهل العلم الأثبات في شأن، وقد جعل الله لكل قوم قدرا. وبين «الفتن تنشأ من فهم فاسد أو نقل كاذب أو غرض منحرف أو هوى متبع، والفتن يقع فيها ضعيف البصيرة قليل العلم، لا سيما إذا اقترن بذلك سوء القصد وغلبة الهوى، فهنا الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى»، وقال: «من معالم الهدى في أجواء الفتن، السمع والطاعة لولاة الأمر بالمعروف، ولزوم جماعة المسلمين، والاجتماع على الدين، والحذر من الفرقة وشق صف الأمة؛ فالجماعة رحمة والفرقة عذاب، وأكثر ما تتجلى عوامل الفرقة في أجواء الفتن والاضطراب في مسلكين؛ البغي وسوء التأويل، أما البغي: فبمجاوزة الشرع، وأما التأويل: فبتفسير من غير مستند شرعي صحيح.وأوضح ل «عكاظ» أن سبب اختيار الخطبة نظرا لكثرة الفتن وانشغال الناس بمتابعه أخبار هذه الأحداث وغفلتهم عن المنهج الحق في التعامل معها وأردت أن أنبه إخواني إلى الاهتمام بأمور المسلمين وأخبارهم أمر جيد لكن يجب علي صاحب المهنج الحق أن يعرف واجبه ونظرته لمثل ذلك ولا تسيره العاطفة فقط دون علم وفهم». آراء المصلين وحول مضامين الخطبة رصدت «عكاظ» آراء المصلين في جامع إسكان الحديثة، وقال نايف منيزل العنزي: «الخطيب وفق في طرحه للموضوع، وأن خطبته جاءت مفيدة ومميزة»، وبين أن الخطيب قد تحدث «عن معالم الهدى في أجواء الفتن»، والتي تحدث فيها عن بعض المعالم والإضاءات التي ينبغي على كل مسلم أن يسير مهتديا بها، ملتزما بما جاء فيها من الأخبار الشرعية الحاثة على ذلك، وقد أعطى في آخرها بعض الوصايا المهمة لاجتناب طرق الفتن والضلالة. أما يحيى السهر فقال: «يجب على كل مسلم في زمن الفتن اعتزال الفتن وعدم الخوض فيها، مؤكدا أهمية الثقة بأهل العلم وحفظ حقوقهم، والسمع والطاعة لولاة الأمر ولزوم الجماعة وضرورة التأني في أجواء الفتن».