يواجه مستشفى النقاهة في الباحة ضغطا هائلا من المراجعين، واستقباله حالات شتى من مختلف محافظات بلجرشي والمخواة والعقيق والمندق وغيرها من قرى الباحة، ما يؤثر على نوعية الخدمة المقدمة للمرضى ويكبد الأهالي في ذات الوقت عناء الذهاب لمسافات طويلة سواء لطلب الخدمة العلاجية أو لزيارة أقاربهم، دون وجود مبرر مقنع يمنع من التوسع في فتح مستشفيات للنقاهة وغيرها من المرافق الصحية الخدمية. ولا تقتصر معاناة الأهالي على مستشفى النقاهة فحسب، بل تتجاوزه لتشمل مستشفى الصحة النفسية، حيث يفتقر لوجود مستشفى يقدم الخدمات العلاجية والتثقيفية والطبية للمرضى النفسيين. إلى ذلك، يؤكد محمد أحمد غريب أن افتتاح مستشفى للنقاهة في تهامة الباحة، أمر منطقي في ظل زيادة حوادث السيارات وأعداد المصابين بمختلف الجلطات التي تحتاج لعلاج طبيعي وتأهيل ومراقبة طبية وتقديم خدمات مساندة للمرضى والمصابين. ومن جانبه، يشير صالح الكساب إلى وجود عدد من المرضى النفسيين يجوبون الشوارع في محافظة المخواة معرضين أنفسهم والآخرين للخطر، الأمر الذي يحتم وجود مرفق يستوعبهم ويقدم لهم الخدمات المطلوبة، فيما يؤكد محمد العمري المشرف التربوي في إدارة التربية والتعليم في المخواة انتشار الظاهرة في محافظة المخواة تحديدا، حيث يجوب المرضى النفسيون الشوارع والأسواق، مسببين مضايقات للناس، فضلا عن تعرضهم للاعتداء والإيذاء، مشيرا إلى تعرض أحدهم قبل فترة لحادث اعتداء وسلب أموال كان يجمعها، مطالبا بالتفاتة حقيقية لعلاج هؤلاء المرضى وإيجاد جهة ترعاهم. ويؤكد كل من سالم سعيد وعبدالرحمن البدوي، أن ذوي المرضى في تهامة يعانون من هذا الواقع، كونهم مضطرين للذهاب إلى بلجرشي من كافة القطاع التهامي من الحجرة شمالا إلى ناوان والفرعة جنوبا، وقطع مسافات كبيرة للحصول على خدمات علاجية لمريضهم ولزيارة من يتم تنويمه هناك، وقد يضطر المريض لقطع كل هذه المسافة لأجل الحصول على وصفة طبية أو الحصول على علاج من المستشفى، حيث لا توجد بعض الأدوية النفسية في الصيدليات العامة. ومن وجهة نظر سعيد علي العمري «إن أعداد المرضى الذين يراجعون مستشفى الصحة النفسية من تهامة تكفي مبررا للشؤون الصحية لافتتاح مستشفى آخر للصحة النفسية في هذا الجزء لتقديم الخدمة من نقاط قريبة لسكنى المرضى، ولتسهيل المراجعة والزيارة للمريض وذويه»، مضيفا «إن إيقاع الحياة المتسارع وضغوطات الحياة المتزايدة، تجعل معظم الناس بحاجة للتثقيف في هذا المجال قبل الحاجة للعلاج، فضلا عن أن مستشفى الصحة النفسية الوحيد بالمنطقة لا يستطيع تقديم كل الخدمات لكل قطاعات المنطقة في سراة وتهامة». إلى ذلك يؤكد نائب رئيس المجلس البلدي في محافظة المخواة جمعان بن أحمد الطيران أن وجود مستشفى للنقاهة يمثل حاجة ملحة للجزء التهامي، مشيرا لانتشار ظاهرة المرضى في حدود محافظة المخواة، وزيادة أعدادهم بشكل ملحوظ، الأمر الذي يستوجب تضافر جهود مختلف الجهات لإيجاد حلول عملية لعلاج الظاهرة، مؤكدا أن الالتفات لهذه الشريحة، والمطالبة بما يحفظ سلامتهم وكرامتهم، مطلب ديني لمجتمع متراحم، ومنطلق تنموي يجب أن يحظى باهتمام جميع الجهات، ذلك أن تقدم الأمم يقاس بما تقدمه من خدمات لمثل هؤلاء المرضى. «عكاظ» نقلت معاناة المرضى ومطالبات الأهالي بإنشاء مستشفى للنقاهة وآخر للصحة النفسية، إلى الشؤون الصحية في منطقة الباحة، والناطق الإعلامي الزميل ماجد بن علي الشطي، إلا أنها لم تتلق أي رد على استفساراتها.