رمت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الباحة أسلوب المداراة جانباً، واعترفت بوجود 19 نقطة ضعف لديها ظلت تعاني منها ملياً، تحول دون تقديم خدماتها بالشكل المطلوب للمراجعين لوحداتها المختلفة التابعة لها، مؤكدة بذلك اعتمادها مبدأ سياسة الشفافية محوراً لأعمالها. ولخصت المديرية (من خلال تقرير حصلت «الحياة» على نسخة منه) نقاط الضعف في نقص القوى العاملة الفنية والطبية والإدارية، ونقص الأجهزة الطبية في مراكز الرعاية الأولية وقُدمِها، وعدم ملاءمة بعض المباني للخدمة الطبية، وقلة المختصين في طب الأسرة، وتسرب العمالة الفنية والتمريضية، ووجود أخطاء في تطبيق نظام السعودة. وعددت ضمن النقاط ال19عدم وجود استشاريين وعنايات فائقة في المستشفيات الطرفية، وعدم وجود شبكة حاسب آلي بين المستشفيات، إضافة إلى غياب برامج السجلات الطبية في بعض المستشفيات، وعدم جاذبية المنطقة للكفاءات، وتكليف الفنين بأعمال إدارية، وعدم وضوح مهمات بعض الإدارات في الهيكل الجديد، وضعف تطبيق مفاهيم ومعايير الجودة، وقلة أعداد ونوعيات سيارات الإسعاف، وضعف التواصل بين أقسام الطوارئ وعدم وجود سياسات موحدة، إلى جانب عدم ملاءمة أقسام المختبرات في المستشفيات من حيث المكان. وفيما أبانت تقديم خدماتها الصحية لأهالي المنطقة من خلال 10مستشفيات و 92 مركزاً صحياً، كشفت مديرية الباحة حاجتها لزيادة مشاركة العنصر النسائي مرجعة طلبها إلى أنه يتيح فرص تقديم خدمات جديدة لم تكن موجودة من قبل. وفي الوقت الذي لم تنكر فيه المديرية أن قُدم وعدم استيعاب المباني ضمن العوائق التي تواجهها، أكدت أن تسرب العمالة العاملة لديها استدعى وجود أنظمة تعاقد وتحفيز لتوافر عناصر الجذب في المنطقة. وعلى رغم ذكر المديرية نقاط ضعفها، إلا أنها لم تخف الجانب المشرق فيها المتمثل في توافر قاعدة معلومات وبيانات محدثة، ووجود كوادر فنية وإدارية ذات خبرة وتوافر التدريب المستمر. وفي سياق أعمالها، اعتمدت «صحة الباحة» تطوير خدمات طب الأسرة كركيزة أساسية للخدمات الصحية التعزيزية والوقائية والعلاجية بما يضمن طبيباً لكل 1000 نسمة، كما أعلنت خطة لتطوير مستشفى الملك فهد ليصبح مستشفى تخصصياً ومركزاً لنشر المعرفة الطبية والبحوث، وفي سبيل ذلك، كشفت حاجتها لاستحداث خدمات طبية تخصصية جديدة لأقسام عدة منها جراحات العمود الفقري، وجراحات المخ والأعصاب، وجراحات القلب المفتوح، وجراحات وعلاج الأورام، لافتةً إلى ضرورة زيادة حجم خدمات المستشفى العلاجية لتناسب أعداد المراجعين من المرضى عبر استكمال البرج الطبي، ورفع عدد الأسرّة، وإنشاء وحدة الكلى الصناعية، وإنشاء مركز السكر، ودعم الخدمات الإدارية و المساندة لتتناسب مع الخدمات الطبية المقدمة من طريق زيادة الكوادر الإدارية والفنية وإنشاء مبنى الإدارة، مبينة أن تطوير المستشفى يستدعي تطوير المبنى الحالي وتطوير المدينة السكنية وإنشاء أبراج سكنية جديدة ونقل مصبات المياه وإحلال محطة الكهرباء. مؤكدة سعيها الحصول على الاعتماد للمستشفى كنواة ومركز إشعاع لنشر الجودة في المنطقة بنهاية العام الحالي. وأعلنت مديرية الشؤون الصحية في الباحة دعم خدمات المختبرات وبنوك الدم لتشمل محافظات الباحة كافة وإمدادها بالأجهزة الحديثة والكوادر الفنية، كما أعلنت نيتها إنشاء مركز تشخيص وعلاج السموم في مدينة الباحة، وإعادة تقويم الوضع الحالي للبنية التحتية للجودة لجميع منشآتها ومن ثم تحديد الحاجات لإكمالها سعياً منها في الحصول على الاعتماد للمنشآت الصحية التابعة للمحافظات. وفي سياق متصل، أفصحت المديرية عن تحويل مستشفيي بلجرشي والمخواة إلى مستشفيين تحويليين بسعة 500 و200سرير على التوالي، و إنشاء مستشفى الصحة النفسية التخصصي بسعة 200سرير، و آخر للنقاهة بسعة 100سرير.