هيأت وزارة الشؤون الاجتماعية كلا من الضمان الاجتماعي ولجنة التنمية الاجتماعية في محافظة الخرمة، ويمثلان جزءا مهما من الدوائر الحكومية بالمحافظة، وجهود تلكما الدائرتين واضحة لمواطني المحافظة حيث تخدمان شريحة مهمة من مجتمع المحافظة، لكن الأهالي يطالبون الوزارة بدعم المحافظة بمركز التأهيل الشامل للمعاقين، إذ أن غيابه حرم كثيرا من المعاقين والمعاقات خدمات هذه المراكز، بل إن البعض يجوب مناطق المملكة بحثا عن كرسي لإبنه أو ابنته، على حساب وقته وجهده وماله، وأحيانا يضطر رب الأسرة إلى ترك أسرته دون عائل في المحافظة، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المعاقين في الخرمة تجاوز 250 معاقا ومعاقة. مقيم عيسي السبيعي قال: «لدي ابن معاق توجهت به إلى مراكز التأهيل الشامل والتي توجد بالمحافظات والمناطق الرئيسية، ولكن في كل مرة أجد الإجابة «لا يوجد كرسي» فلماذا لا تفتح الشؤون الاجتماعية مركزا لها بالمحافظة، حيث يوجد الكثير من المعاقين ممن هم في أمس الحاجة لمثل هذه الخدمات، علما أن طلباتنا ذهبت أدراج الرياح. صقر حسين السبيعي بين أن موقع الخرمة يساعدها لاحتضان مثل هذه المراكز، لتوسطها عدة محافظات ومراكز، بدلا من تنقل المعاقين وآبائهم نحو مراكز التأهيل الشامل شهريا، في معاناة شديدة ترهق الأب قبل المعاق، الأمر الذي منعه من المراجعة بابنه المعاق يوميا، فضلا على الخسائر المادية التي يتكبدها ويفتقر لها العديد من الآباء الآخرين. فهد محمد العييدي قال إن الشؤون الاجتماعية ينصب اهتمامها بالمعاقين في المدن الرئيسية، وتناست هموم وبعد المسافات على المعاقين في المحافظات والقرى البعيدة مثل الخرمة، مشيرا إلى أن المركزية التي تنتهجها الشؤون الاجتماعية، تسببت في فقدان معاقي المحافظة فرصة اندماجهم في المجتمع وتدريبهم وتأهيلهم لمواكبة أقرانهم في المدن. مقبل السبيعي قال: «رزقني الله بولد معاق، وتعبت معه كثيرا لصعوبة التعامل مع حالته وحساسيتها، وحاولت إلحاقه بأحد المراكز لكن والدته ترفض ذلك والجميع يعرف حنان الأم، وبعد سنوات من المحاولات اقتنعت بتسجيله في أحد هذه المراكز، واتجهنا لعدد منها واستقر بنا الحال في مركز التأهيل بمنطقة المدينةالمنورة على مسافة أكثر من 800 كيلومتر، واستقريت هناك فترة لكن ارتباطي بمحافظة الخرمة وأعمالي اضطرتني للعودة وتركته هناك وقلبي يتفطر عليه، واشترطت والدته زيارته أسبوعيا ووافقت، وها أنذا أتكبد عناء السفر لزيارته، على أمل أن تفرج بافتتاح مركز التأهيل الشامل بالخرمة». إحدى المواطنات تقول: «بلغ ابني المعاق ال14 من عمره، وأصبح مصدر قلق وإزعاج للمنزل، وأنا أحاول معاملته معاملة حسنة وإبعاده عن العنف، وحاول إقناعي كثير من الأقارب إدخاله أحد مراكز التأهيل الشامل، لكن عاطفتي تجاهه منعتني من ذلك ولا استطيع البعد عنه رغم معاناتي معه، وأملي كبير في افتتاح مركز بالخرمة يستفيد ابني مما يوفره من خدمات، وأطمئن عليه عن قرب وهو مطلب كثير من المواطنين بهذه المحافظة البعيدة عن المراكز الرئيسية. وقال المعاق ماجد ظافر الناقول: «أكبر المعوقات التي تحول بيننا وبين تعايشنا في المجتمع والتكيف مع إعاقاتنا، عدم الاهتمام بفئتنا من كافة القطاعات سواء الحكومية أو الشركات والمؤسسات، فالاهتمام صوري فقط، أما في حقيقة الأمر فمن النادر من تجده يلتفت إلينا». مدير مستشفى محافظة الخرمة ذعار فرج السبيعي قال: «إن المستشفى يولي عناية قصوى بالمعوقين، من خلال متابعة حالتهم والحرص على استفادتهم من مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في المحافظة، فضلا عن تحويل بعض الحالات إلى مراكز العلاج الطبيعي والتعاون مع بعض المستشفيات لتحويل الذين يحتاجون عمليات جراحية، كما أن فيه تنسيقا لدراسة الحالات وإعطاء تقرير عنها لبعض الجهات المختصة ذات الصلة، إضافة إلى الرعاية الصحية العلاجية التي يتلقونها عند تنويمهم في المستشفى، ويرى أن المحافظة بحاجة إلى إنشاء مركز تأهيل شامل ليتسنى للمعاقين التعلم والعلاج والإنتاج المستمر، ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم. من جانبه ذكر مصدر بالشؤون الاجتماعية، أن غالبية المحولين والمعاقين القادمين لمراكز التأهيل الشامل الموجودة بالمملكة ذوي إعاقة بسيطة، بينما المراكز تستقبل شديدي الإعاقة غير القابلين للتأهيل المهني نتيجة شدة الإعاقة أو ازدواجيتها، لافتا إلى أن افتتاح أي مركز للتأهيل يخضع لمعايير تحددها لجنة من الوزارة ومن ضمنها عدد المعاقين بالمحافظة.