غالبا وليس أحيانا ما تأخذنا عواطفنا الجياشة تجاه رياضتنا الوطنية إلى اتجاهات التشاؤم والإحباط . في مباراة يخسرها المنتخب نتحول إلى منتقدين لدرجة أن انتقادنا لهذه الخسارة يظهر وكأن المنتخب ومستقبله والرياضة السعودية برمتها على سرير الموت؛ أما في أخرى فالفوز حتى وإن تولد من رحم المعاناة نتعامل مع فرحته المؤقتة وكأننا ظفرنا بكأس العالم . نهتم دوما بظواهر الأشياء وقتيا؛ ولانملك إلا أن نكون في اتجاهين لاثالث لهما.. إما الأبيض وإما الأسود، لهذا لم نجد بعد على أوراق النقد الذي مارسناه طويلا صيغة من الممكن الاستناد عليها لتكوين رؤية صوب هذا المجال الذي برغم نظرتنا السوداء تجاهه إلا أنه يوحي بمستقبل كبير يسوده النجاح والتميز والنتائج التي تدوم لتكمل صورة الماضي في صورة قادم شعاره الثبات على القمة . بالأمس الأول تحدث الأمير نواف بن فيصل عن أجندة النظام الأساسي والمتغيرات التي طرأت عليه وعلى بقية اللجان العاملة في اتحاد الكرة، وبما أن الحديث حديث نواف فالذي استخلصناه من عمق هذا المؤتمر ومن عمق تلك المتغيرات يجعلنا اليوم أكثر تفاؤلا من ذي قبل؛ كون المتغير لم يكن كلاماً منثوراً على الورق وإنما المتغير قرار سيسهم بكل أبعاده في تهيئة سبل النجاح للرياضة السعودية من أجل أن تكمل مسيرتها وتبني لها واقعاً مختلفاً يفرز لنا ولمن يعرف التاريخ جيدا النتائج المرجوة سواء فيما يختص بمنظومة العمل في أروقة الاتحاد ولجانه أم فيما يتعلق بالمنتخبات الوطنية والأندية والمسابقات المحلية؛ كون كل الذي سمعناه من الأمير نواف هو في الواقع مؤشرات حقيقية لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي كان للإعلام.. وأعني الإعلام الذي يأخذ صفة الشراكة الحقيقة مع الاتحاد دورا في إبرازها طيلة المراحل السابقة. نعم قد يعتبر البعض أن هذا الطرح التفاؤلي سابق لأوانه؛ لكنني وبرغم ذلك أقول: أنا متفائل. والذي يمتلك الرؤية والعمق المعرفي صوب الرياضة والعمل في جوانبها سيدرك تماما أن اتحادنا الموقر لايزال يسير بثبات .. يسير ولايعرف للكسل طريقا ولا للانهزامية سبيلا؛ ومن يكون هذا ديدنه فمن الطبيعي والطبيعي جدا أن يصل إلى ذات الهدف المنشود سريعا ودون عوائق. نعم نحن نريد التغيير في المفاهيم أولا؛ ونرغب في صناعة جيل إداري متخصص يحمل الخبرة والسيرة الحسنة؛ ويكون فعلا وقولا أهلا للثقة الممنوحة؛ لا سيما أن المهمة الموكلة مهمة وطنية؛ والكل بالتأكيد حريص على أن يقدم مايملكه من أجل وطنه ورياضة وطنه بكل أمانة وإخلاص . عموما مرحلة العشوائية انتهت ولم يعد لها موقع من الإعراب في منهج سلطان ونواف؛ فهؤلاء الكبار فهماً وفكراً يمتلكون القدرة الكافية على تحقيق ما يصبو إليه كافة الرياضيين من شرق المملكة إلى غربها ومن جنوبها إلى أقصى شمالها. أقول ذلك يقيناً واعتقاداً وإيماناً بمفهوم العمل المسؤول في الشأن الرياضي والشبابي.. وبالتوفيق دوما وأبدا للأميرين الرائعين اللذين لم يألوا جهدا في تسخير كل الإمكانيات لهذا المجال الحيوي الكبير؛ من أجل أن يرتقي ويسمو إلى أعلى درجات النجاح محلياً وإقليمياً وقارياً وعالمياً بإذن الله.. وسلامتكم.