عندما بلغت مرحلة الشباب بدأت في التفكير بجدية في المستقبل الغائب وأخذت الأيام يوما بعد يوم تجلدني دون رحمة ورغم هذه الأوجاع المتتابعة إلا أنني كنت متفائلا ومتفائلا جدا والسبب يعود إلى إيماني بالله بأنه هو الرزق والمكتوب سوف يأتي لا محالة وفي أثناء بحثي عن لقمة عيشي وعن رزقي أصدرت وزارة العمل وبدعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة بسعودة جميع محلات الخضار والفواكه فحمدت الله أولا على كل حال على ذلك القرار فأخذت على نفسي عهدا بأن أبدأ في البحث عن عمل بكل جدية وإصرار ، إلا أنه أغلق في وجهي ألف باب فتحطمت تلك الآمال وتكسرت تلك المجاديف في داخلي التي كنت أسبح بها بين أمواج الفراغ وأرجو بها النجاة بعد الله إلى مرسى الرزق والعمل، كيف لا أعود إلى انكساري وأنا أرى في مدينة جدة أولئك المتجولين بعربات الخضار والفواكه الذين يجوبون دون خوف شوارع جدة الفرعية منها أو الرئيسية وأمام أبواب المساجد فهم مهما باعوا كثيرا كان أو قليلا فهم في النهاية رابحون فهم لايسددون فاتورة كهرباء أو يدفعون إيجار محل ولا يهتمون بانتهاء رسوم الغرفة التجارية أو البلدية ،أما المواطن فمن يحميه منهم وليست المشكلة في ازديادهم فحسب بل المشكلة العظمى هو التساهل الواضح من الجهات المعنية ،لذلك نأمل أولا تطبيق قرار مخالفي الإقامة ثم بعد ذلك تطبيق قرار السعودة لكي ينطلق أمثالي إلى ميدان العمل، فهناك الكثير من الأسواق الغذائية في جدة يقوم أصحابها باللعب على قرار سعودة محلات الخضار والفواكه فيفتحون جزءا من متاجرهم لبيع الخضار والفواكه ويكون البائع بها غير سعودي لذلك ينبغي إجبار أصحاب الأسواق والمتاجر إما بإغلاق ذلك الجزء أو أيجاد عامل سعودي؛ لذا نرجو محاسبة أولئك المتلاعبين بقرار السعودة وفي النهاية سيبقى التفاؤل في داخلي ينادي كل مسؤول بتطبيق قرار السعودة.. في المقابل كل الشكر إلى المسؤول الآخر الذي بدأ من هذه اللحظة بتطبيق القرار. موسى يحيى حامظي