أكد المستشار الاقتصادي لوزير البترول والثروة المعدنية الدكتور محمد الصبان، أن المملكة وفي ظل الرؤية الواضحة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تعيش نهضة اقتصادية وصناعية غير مسبوقة، وتحقق قفزات في مختلف المجالات. وقال في مداخلته في الجلسة الأولى أمس، إن تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الدول الصاعدة أمر حتمي يعزز من وجود الأسواق للمنتجات في الفترة المقبلة ويدفع اقتصاد المملكة نحو التنوع المطلوب بعيدا عن الاعتماد المطلق على الدخل من تصدير الزيت الخام. وقال إنه في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي يعيشها عدد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبي التي عادت لتعيش كساداً جديدا مرة اخرى، فإن النقطة المضيئة الوحيدة في الاقتصاد العالمي اليوم هي في الاقتصادات الصاعدة، والتي من المتوقع أن تحقق نموا اقتصاديا في حدود 5.4 في المائة، وهو أعلى بكثير من متوسط معدل النمو العالمي المتوقع لهذا العام وهو 3.3 في المائة. كما أن الصين ستستمر في تحقيق معدلاتها المرتفعة والتي تنخفض قليلا هذا العام لكن لن تقل عن 8.6 في المائة. ودعا دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها المملكة، إلى الإسراع في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع هذه الاقتصادات الصاعدة والانتقال بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وأشاد بالتعاون وبتنسيق المواقف بين المملكة والاقتصادات الصاعدة في مجموعة العشرين، مشيرا إلى أن هذا التنوع الجغرافي في العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون والاقتصادات الصاعدة مهم جدا ومطلوب، علما أنه لن يكون على حساب الدول المتقدمة والتي تستمر شريكا تجاريا مهما لدول المجلس. وأوضح أن على دول المجلس متحدة الإسراع في ابرام اتفاقيات التجارة الحرة مع الدول الصاعدة وعلى رأسها الصين والهند. ثم تطرق إلى طبيعة الشراكة الاستراتيجية التي يمكن أن تنشأ والتي ترتكز على تطوير التبادل التجاري والاستثماري بين دول مجلس التعاون والاقتصادات الصاعدة. وذكر أن المملكة، إضافة إلى كونها تمتلك أكبر احتياطيات بترولية في العالم (حوالي ربع الاحتياطيات العالمية)، فإنها تسعى على الدوام إلى تحقيق الاستقرار لأسواق الطاقة العالمية، كما أنها مصدر موثوق وآمن ويمكن الاعتماد عليه في سوق الطاقة العالمي، وهو ما تعترف به دول العالم، وهي تحافظ على الدوام بطاقة انتاجية فائضة لا تقل عن مليوني برميل يوميا. وأوضح أن المملكة تراقب بقلق المشهد الدولي، على إثر الأزمات التي تمر بها البلدان الأوروبية، والولايات المتحدةالأمريكية، وأكد أن هناك زيادة في حجم الإقبال على النفط في البلدان الخليجية وخاصة السعودية، حيث بلغ حجم الطلب الصيني على النفط من السعودية أكثر من 2 مليون برميل، بينما هناك انخفاض في حجم الطلب للبلدان المتقدمة بنحو مليوني برميل.وتحدث الصبان عن الجملة التي قالها الوزير علي النعيمي لبعض الوزراء الأوربيين، عندما قال في أحد اجتماعاته معهم: «لن نبيع لكم البترول مجاناً، اعطونا فقط الضرائب التي تجمعونها من الناس»، وأتصور أن ارتفاع سعر البترول لا ينبغي أن يسبب أزمة لدى بعض الدول المتطورة، لكن من المهم البحث عن مصادر عدة أخرى للطاقة.