•• مشكلة العالم العربي.. أنه يكثر من الكلام.. ويغرق في التنظير.. ويبتعد في كثير من الأحيان عن الملامسة للحقائق.. أو حتى الاقتراب منها.. •• وأنا لا أقول إن منتدى جدة الاقتصادي، الذي بدأ يوم أمس بداية قوية، هو أحد مظاهر هذه «الحالة العربية المتأصلة»، ولكنني أقول إن الحديث عن المستقبل وإن كان جميلا.. وإن كان ضروريا إلا أنه لا بد أن يأتي بعد الفراغ من حل مشاكلنا الآنية.. ومن إعادة بناء فكرنا الاقتصادي والاجتماعي.. وحتى السياسي.. والأمني.. والقيمي على أسس من الواقعية.. والموضوعية.. والفهم الصحيح لما يعنيه القفز على الراهن من أخطار كبيرة ما أحرانا بأن نتجنب الوقوع فيها أو التأثر بها. •• ولكي تكون مثل هذه المؤتمرات واللقاءات أكثر جدوى.. وأبعد فعالية.. فإن عليها أن تركز بدرجة أساسية على بحث وتدارس العديد من المشاكل الحادة التي نعاني منها، وفي مقدمتها تزايد معدلات البطالة.. وزيادة أعراض التضخم.. وارتفاع الأسعار المبالغ فيها.. والفجوة بين القطاعين الخاص والعام في التعامل مع خطط وبرامج وأولويات التنمية.. بالإضافة إلى تدارس الضغوط الإقليمية والدولية علينا والتأثير على سياسات الإنتاج والتصدير لثروتنا البترولية.. وتهديدات الآخرين للأمن في منطقتنا وانعكاساتها على الأوضاع الاقتصادية وإرباكها لخطط وبرامج التنمية. •• هذه التحديات والأخطار لا يمكن تجاهلها ونحن نتحدث عن المستقبل في هذا المنتدى المهم.. لأننا لا نستطيع أن نخطط للغد ونحن غارقون في أوحال الحاضر ومشكلاته أليس كذلك؟!. *** ضمير مستتر: •• هناك فارق كبير بين الأماني والأحلام وبين الحقائق والوقائع الصادمة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]