لمنجم مهد الذهب تاريخ عريق قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا الحاضر وبحسب ما ذكره الدكتور مرعي بن محمد البيشي عضو هيئة التدريس بجامعة طيبة وعميد كلية المجتمع بمهد الذهب أن تاريخ جبل الذهب يعود لعصور قديمة. ويذكر الدكتور البيشي كان يعرف بجبل سليم ومنهم بنو هلال التي ظهر منها أبو زيد الهلالي في الجاهلية والشاعرة الشهيرة الخنساء والذي مات أخوها صخر في الجاهلية قبل دخول الإسلام وبكت عليه بكاء شديدا وبعد أن دخلت في الإسلام استشهد ثلاثة من أبنائها ولم تبك على إحداهما. يضيف عميد كلية المجتمع أن الشواهد كثيرة على عمق تاريخ جبل الذهب بمهد الذهب قائلا: إنه عندما نزلت الشركة السعودية في وقت المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه لتنقيب واستخلاص الذهب من المنجم وجدت حفرا بعيدة الأعماق ونقوشا ورسومات غريبة توحي بطول تاريخ المنجم والاستفادة منه في العصور السابقة. ويقول الدكتور تنيضب الفايدي الباحث في السيرة النبوية ومآثرها ومدير تعليم المدينةالمنورة سابقا: إن جبل الذهب الذي كان يعرف بجبل بنو سليم استفادت منه عصور قبلنا بمئات السنين ويذكر أن الصحابي عبدالرحمن بن عوف كان يستمد تجارته في بيع وأعمال حجر الذهب مستخرجه من منجم الذهب. وزاد كانوا في العصور السابقة يستخرجون الذهب بأدواتهم البسيطة مثل الحجر الصلب والعصي والرحاء وهي آلة حجرية مستديرة الشكل تستخدم عند البادية لطحن الحبوب وغيرها. وأشار إلى أنه في عام 1344ه وبعد أن وحدت المملكة تحت ظلال جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه أمر جلالة المغفور له بإذن الله بافتتاح التنقيب عنه واستخلاص الذهب من الجبل (المنجم)، وبعد العمل على قدم وساق كونت شركة صغيرة تعمل على استخراج الذهب ثم يتم تصفيته وتنقيبه في مصنع بمحافظة جدة. ويستطرد الفايدي حديثه ل «عكاظ» قائلا: إن الناس في ذلك الوقت كانوا بسطاء ومعظمهم لا يملك قوت يومه وكانت لديهم النخوة والفزعة والتواصي على حقوق الآخرين وعدم مساس حرمة الجار والحفاظ على حرمة بيت الجار في غياب رب المنزل ولعلنا نستشهد بذلك قول أحدهم يدعى الشاعر فايز السبر المطيري عندما قال: مالي على بيت القصير انهذابه ... أخواً لعراعيته ليا غاب راعيه أسري ومصباحي برجم الذيابه ... اللي لحفت مصابيحها فيه ويوصي الشيخ دريميح السلاهبي المطيري ابنه صالح قائلا: ياصالح أسمع لآن أوصيك بوصاه .. ثنتين مع ثلاث وألهن كمايل الأوله فرضك حذراك تنساه .. والحج فوق موقفات الشلايل لبيت الله اللي كل طلاب ينصاه .. من مصر واللي جاه من بطن حايل والثانية ضيفك إليا جاك هجواه .. والبخل ما جمل كثير الجمايل خلك كما بيتا ظليلا لمن جاه .. ينصونه لمن قلت علاه المحايل وخلك كما عدا رويا لمن جاه .. فالقاض يوم مغورا للثمايل وإن جاك مردودا تشتال حسناه .. إن جاك لا تنشد من أيا القبايل إليا نصاك مقطعات عناياه .. علاك بالرأي الصعب والصمايل والثالثه بنت الرخوم المهباه .. أن برقت بالزين والجذر مايل يجي ولدها نفعته مثل فرقاه .. يخر على كبدك جميع العلايل لا تاخذ ألا بنت قرما معذاه .. وصولها من طيبات الأصايل يجي ولدها كل ما اعتزت تلقاه .. يبتع كما بتع السيوف الصقايل وأخوان فضه يالفهود المغذاه .. أودعكم الجبرى وراي الصمايل واعزتي للعضوده مصخواه .. أن زقعوه القفش دهم السلايل وإن عودوا للحق والحق مشهاه .. الحق حق وفيه عدل ومايل وتراوسوا مثل الجمال المثناه .. معقلاتا يحترن الحمايل كم واحد ينشب لسانه بجلماه .. يوخذ نصيبه ماحصله حصايل وفجأت طريقك توصل العمر منهاه .. وكبوة حياضك في ملم القبايل تكون بلدة مهد الذهب ويذكر الفايدي أنه بعد أن كون جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه شركة تعدين خاصة لاستخلاص الذهب من منجم الذهب تقاربوا الناس نحو الشركة ونزلوا بالقرب من الشركة وذلك من أجل بيع الحليب ولحم الإبل والماعز على عمال الشركة وكان أكثر من نزلوا في تلك المنطقة هم من منطقة القصيم لمعرفتهم الحرف وخبرتهم في حفر الآبار، وقد شغلوا وظائف في تلك الشركة ثم كونوا بجانب الشركة منازل لهم وتهافتوا الناس من كل مكان حتى كونت بلدة ثم كبرت حتى أصبحت محافظة في عام 1365ه تحمل مسمى رسميا في الدولة باسم «مهد الذهب».