.. لعميد الفن الراحل طارق عبد الحكيم رحمه الله، تاريخ حافل بالعطاء الذي يحتاج لرصد من المختصين بالكتابة في مجال الفن وتوثيقه في كتاب يؤرخ للحركة الفنية وانطلاقتها على يد الفنان الكبير العميد طارق عبد الحكيم الذي قضى حياته يلحن ويغني ويدعم الناشئة من الفنانين بما يمكنهم من البروز. وأنا وأعوذ بالله من كلمة أنا لا أكتب عن تاريخ العميد طارق تغمده الله برحمته، وإنما أكتب ذكريات عشتها، ومواقف سمعت بها، وأغنيات طربت لها. كان الطائف حتى الثمانينات هجرية بحسب ما أذكر هو المصيف الوحيد لأبناء المملكة، إذ يندر أن يسافر للخارج إلا متاجر أو طالب علاج، ولذا فلا يكاد يقبل الصيف حتى تنتقل العوائل التي لها منازل، والعوائل التي تستأجر من أهل الطائف بيوتهم أو بعض طوابقها للسكن بها فترة الصيف الذي تنتقل فيه الحكومة أيضا من الرياض للطائف، فتكون أسواق الطائف نشطة الحركة بروادها من المصطافين، كما تصبح البساتين المحيطة بالطائف من كل جانب منتجعا فسيحا للعامة بأجر من صاحب البستان أو القائم عليه .. وفي شهار كان يوجد مقهى حديث على حفافي المسيال وفي هذا المقهى «مركاز» يتكون من أربعة كراسي شريط يتصدره الفنان طارق عبد الحكيم الذي كنا نسعد بمجرد رؤيته، ثم تقدم بنا الزمن وتعرفت ونفر من الأصدقاء به فكنا نحضر مجلسه الذي تتجمع به الفرقة الموسيقية لعمل بروفات للألحان التي يعدها للفنانين فكان قائد الفرقة الفنان أحمد سليمان وهو برتبة قائد في الجيش .. وبمناسبة ذكر الجيش فقد أكد لي الفنان الكبير محمد عبده أن العميد طارق عبد الحكيم هو الذي كون أول فرقة موسيقية بالجيش وهو الذي أدخل الآلات الوترية على الفرقة الموسيقية، وأن طارق هو الذي خرج بالأغنية السعودية للعالم العربي فغنى له الكثير من فنانيها إعجابا بألحانه. وعندما انتقل إلى الرياض كانت أغلب ليالينا التي نقضي أيامها في الرياض لقضاء أعمالنا في مجلسه كما هو في الطائف ملتقى الفنانين الذين انطلقت حناجرهم بأعذب الألحان التي وضعها طارق عبد الحكيم، وفي مقدمتهم «يا ريم وادي ثقيف» و «يا ناعس الجفن» و «أبكي على ما جرى لي بأهلي»، و «أسمر عبر» .. رحم الله طارق عبد الحكيم فقد ترك إرثا فنيا يجسد الانطلاقة الكبرى للفن السعودي، والعزاء لأهله والأسرة الفنية وكافة محبيه الذين يقولون عنه اليوم بعدما رحل «أسمر عبر» من الدنيا التي هي دار العبور. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة