لم يكن للنظام الحاكم في سوريا أن يستمر في ممارساته القمعية ضد شعب أعزل لا ذنب له إلا أن طالب بأن يعيش بكرامة وعزة كبقية شعوب الأرض. لو لم يكن النظام السوري مطمئنا إلى أن هناك قوى دولية وعربية تحميه مرة باستخدام حق النقض في مجلس الأمن ومرة بالصمت المريب والموقف المتخاذل تجاه ما يقوم به من قتل وقصف عشوائي يزهق أرواح المئات من أبناء الشعب السوري يوميا. لم يكن للمأساة التي يعاني منها الأشقاء في سوريا أن تستمر على هذا النحو لولا أن السياسة الدولية باتت تفتقر لأدنى القيم الأخلاقية التي كان بإمكانها أن تحرك المجتمع الدولي وقبله المجتمع العربي كي ينقذ الشعب السوري من براثن القوة الغاشمة التي يستخدمها ضده نظام بشار الأسد. ومن حق المراقب للمواقف الدولية المترددة والمتخاذلة والتي باتت تكتفي بالتصريحات وتلوح بالقرارات دون أن تتخذ موقفا فعليا حقيقيا واضحا أن يدرك أن المجتمع الدولي وسياساته لم تعد ترتكز على المبادئ والقيم بقدر ما تديرها المصالح وفق أفق ضيق ترتبط فيه بالأنظمة حتى وإن كانت غاشمة مستبدة وتكون أول ضحايا هذه المصالح الضيقة الشعوب المغلوبة على أمرها. ثمة مأساة إنسانية تتمثل في حرب إبادة تشنها قوات النظام السوري ضد مدن سورية محددة وثمة اضطهاد يمارس ضد كل المدن السورية وثمة جيش حر يحاول رغم ضعف إمكاناته ومقدراته أن ينقذ الشعب السوري وما لم تتحرك الدول القوية والمنظمات الإنسانية لمساعدة السوريين والوقوف إلى جانبهم فإن التاريخ لن يرحم أحدا وسوف يدون أن شعبا تم اغتياله على مرأى ومسمع من عالم يدعي الوقوف إلى جانب الشعوب المضطهدة.