التغيير والتطوير هو إحدى سمات ومفاصل العمل المنهجي المتقن، وبعضهم يرى في التغيير ضعفا وعدم قدرة على تنفيذ العمل بشكل مفيد، وتعتبر القرارات الأخيرة والمفصلية التي أعلنها أمير الشباب والرياضة نواف بن فيصل بن فهد وبكل المقاييس الرياضية والتطويرية حزمة رائعة تمخضت عن دراسات ومناقشات واستجلاء للتجربة وطرح صريح ومباشر للرأي كان من أعظم مدلولاته أن «نواف» الإنسان .. «نواف» الرياضي» « نواف» الشاب المتقد حماسة وعنفوانا وثقة بالنفس.. قد أدرك بحصافته أن التغيير الإيجابي لا بد أن يأتي بصورة لم يكن يتوقعها أكثر المتفائلين سوى «نواف» ذاته.. في حركته.. وانفتاحه على الآخر حتى وإن اختلف معه في الطرح والرأي والرؤية.. كثيرون هم من راهنوا على استمرار أوضاع كرة القدم السعودية كما هي تراوح مكانها.. وكثيرون هم من استعجلوا التغيير قبل أن تكتمل أركانه.. ويتم تحديد أدواته وأهدافه الواضحة المعالم. قد لا نأتي بجديد إذا ما قلنا إن الأمير نواف بن فيصل قد استجمع قدراته وأدواته وكونه امتدادا طبيعيا لفكر والده الراحل (رحمه الله) وأهمها القيادة الرياضية المستنيرة التي أتاحت خلال العقود القليلة الماضية من إحداث أكبر التغييرات الإيجابية في تاريخ كرة القدم السعودي.. والصعود بها ومعها إلى تسيد القارة الآسيوية.. والذهاب بها بعيدا إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات بكل أريحية واقتدار وجدارة.. «نواف» أمير الرياضة الشاب لم يخيب ظن من أحسنوا الظن به .. وبالتالي فإنه يمكن القول إن حزمة القرارات الكروية الأخيرة .. تظهر بجلاء أن «فكر نواف» غير بالفعل.. وإن كانت فيه كثير من بصمات والده رحمه الله.. إلا أن أميرنا الشاب ذا السمات والأخلاق الرفيعة تشبع من منبع والده وجده، واستطاع أن يطور فكرا رياضيا يسير بموازاة ويتماهى مع متغيرات العصر الذي نعيش فيه، بل إن الممعن في النظر في القرارات الأخيرة لاتحاد كرة القدم.. إذا ما كان منصفا سيرى بوضوح أن هناك نقلة نوعية مميزة قد وضحت معالمها الآن.. وأن القادم من إجراءات وتطورات في كرة القدم السعودية بكل شؤونها وشجونها سيكون أقوى وأجمل بكثير بحول الله تعالى. لا يكفي أن نشيد بالقرارات الكروية الأخيرة التي قادها «نواف»، ولا يكفي كذلك أن نتوقع ما سيتلوها من فعاليات وأحداث إيجابية أو سلبية وهذا أمر طبيعي، ولكن علينا جميعا وكل في مجاله أن نعمل على الإسهام ولو بجهد بسيط أندية واتحادا ولجانا وإعلاما وجماهير وغيرها في العمل على تنفيذ هذه القرارات المفصلية كمنظومة متكاملة، وبالتالي يحق لنا أن نفتخر بالمساهمة والمشاركة في صناعة التطوير والتغيير الإيجابي لكرة القدم السعودية. أميرنا نواف.. لقد أجدت وأحسنت الإعداد والدراسة والاستماع ثم إصدار القرار عن دراية ومشورة ورأي مشترك.. وبالتالي فإن من واجبنا أن نقول ذلك.. ومن واجبنا أن يقف الجميع في منظومة كرة القدم السعودية معك في هذا المشوار التطويري الكبير.. والله الموفق.