للمرة المليون نتحدث عن آثارنا الإسلامية وواقعها المتردي، وقد استبشرنا خيرا بظهور هيئة الآثار إلا أن هذا الاستبشار سرعان ماتحول إلى شفقة عليها مما تجد من معوقات لم تستطع قفزها أو التعامل الجاد من أجل فكفكة تلك المعوقات وإرضاخ الجهات الأخرى لأهمية التاريخي والأثري بل تتأسف عندما تجد أن هيئة الآثار تظهر عجزها حينما تقول إنها جهة تنفيذية وليس لها من الأمر شيء حين يغلق موقع تاريخي وأنها تنتظر من جهات أخرى موافقتها على ما تطمح إليه. وسوف أذكر نموذجا أثريا تاريخيا معطلا بسبب التعنت، وهذا النموذج نجمله في المساجد السبعة بالمدينةالمنورة، فقد تم إغلاق خمسة مساجد منها بحجة الصيانة وهي الحجة التي لم يلتزم بأدائها كل من: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وهيئة السياحة والآثار، وأمانة منطقة المدينة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكل جهة تتبرأ وترمي أسباب التوقف على الجهة الأخرى، والعارفون ببواطن الأمور يقولون إن صيانة تلك المساجد متوقف بناء على رأي بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والذين يرون أن ليس هناك ضرورة لزيارة المساجد وعدم وجود فضيلة شرعية لتلك المساجد وإزاء هذا الرأي تم تعطيل الصيانة وفضل الجميع أن تغلق أبوابها أمام الزئرين..هكذا ووضعت كل جهة رجلا على رجل! كيف تم إغلاق خمسة مساجد تاريخية ولها في وجدان المسلمين حضور طاغ في المقام الأول قبل أن تكون مواقع تاريخية هي مساجد، وإن كانت الهيئة مصرة على رأيها فليتم صيانة المواقع على أنها مساجد (عادية) وليس لها فضل في شيء سوى أنها بيوت الله.! ** ولمن لا يعرف شيئا عن تلك المساجد فالباحث الدكتور أحمد هاشم شيني الأستاذ بقسم التاريخ في جامعة طيبة يشير إلى أن المساجد السبعة هي مجموعة صغيرة عددها ستة وليست سبعة، وتم بناؤها عند سفح جبل سلع، وذلك لارتباطها بحفر الخندق في العام الخامس من الهجرة عند جزء من الجبل للدفاع عن المدينةالمنورة، عندما زحفت إلى المدينة قريش وبعض قبائل العرب، وقد كانت أماكن مرابطة ومراقبة في هذه الغزوة، وسمي كل مسجد باسم المرابطين فيه ما عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يجلس فيها، والمساجد السبعة هي مسجد الفتح، مسجد سلمان الفارسي رضي الله عنه، مسجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومسجد فاطمة بنت الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]