القيمة الفنية للمدرب واللاعب تظهر جليا في المواقف التي تحتاج للذكاء والرؤية وتحديدا في إدارة اللقاء وكيفية التعامل مع المنافس والأرض والجمهور ومع الدوافع النفسية والفنية للمنافس، وبالأمس منتخبنا للشباب تقدم بهدف السبق وكان في أمس الحاجة لذكاء المدرب والإداري فهل من المعقول وأنت تبحث عن العلامة الكاملة ومتقدم بهدف ويتبقى من عمر الشوط الأول دقائق تفتح الملعب وتعطي المنافس المساحات الأمثل للتعديل.. هذه نقطة التحول وإلى التفاصيل: الإدارة الفنية والأوقات لكي لا نقسو على مدرب منتخبنا الأولمبي روجيرو من خلال الإدارة الفنية وخطط اللعب الهجومية والدفاعية فقد نجح في خلق الفراغات والفرص من خلال اللعب بلاعبين «غير مقيدين» سمح لهما بحرية الحركة وتبادل الأدوار، فعل أدوار ظهيري الجنب، استحوذ على الكرة من خلال «دقة التمرير» وتقارب اللاعبين، وتحكمت الدوافع النفسية والمعنوية في الأمور التكتيكية للاعب، واندفع كثيرا وبدون تحفظ وهنا يأتي «دور الجهازين»، فكرة القدم تحتاج كثيرا إلى فن التعامل مع «أوقات المباراة» ودعونا «نفتح لو الفنية»؛ لو خرج منتخبنا وهو متقدم بهدف وعرف بنتيجة لقاء عمان ولعب الفريق القطري «تحت الضغط النفسي والفني» الشوط الثاني إنها القيمة الفنية للمدرب والتي من خلالها تسهل المهمة وتصعبها. الأخطاء والتنظيم الخلفي قبل أن أتحدث عن الأخطاء الفنية لمنتخبنا والتي من خلالها سجل المنتخب القطري هدفين وبنفس الطريقة أقول: «لدينا مشكلة فنية» وعلى مستوى جميع المنتخبات التنظيم الخلفي وتحديدا خط الظهر والسواتر الدفاعية الأمامية تفتقد «لخبرة المركز»، وأنا هنا أركز على «خبرة المركز» وليس مهام المركز، وبالرجوع للهدفين نجد أنهما جاءا من كرتين مرتدتين لعبتا خلف ظهري الجنب ثم تحرك المهاجم للعمق بعد «أن تخلص من المساك»، باختصار منتخبنا إذا هاجم «يعطي مساحات خلفية» تساعد المنافس على التسجيل. الاحترام وسد الثغرات من البداية لعب المدرب القطري «اتوري» باحترام المدرب للمنافس، واحترام قدرات المنافس على المستوى الفردي والجماعي، واحترام قدرات اللاعب السعودي المهارية، سد الثغرات باللعب بمحاور ارتكاز لديها السمات الدفاعية، ثبت ظهيري الجنب، استدرج منتخبنا لملعبه، لعب بدفاع المنطقة من ملعبه، ركز على «سرعة التحول» من الحالة الدفاعية للهجومية بالزمن والسرعة الأمثل، لعب بحلول هجومية بسيطة تعتمد على الأطراف «والفنش من العمق»، سجل واستحق العلامة الكاملة وإن كانت القيمة الفنية لا تعكس المستوى الحقيقي للاعب السعودي والذي يحتاج إلى أن يتعلم كيف يدافع، أن يتعلم كيف يتعامل مع أوقات المباراة «بذكاء الملعب»، يحتاج لمدرب يعرف كيف يستثمر قدراته الفردية تخطيطا، يحتاج لتفاصيل بسيطة ولكنها مهمة وتتحكم في نتيجة مباراة بأكملها. آخر كلام فني فهد المولد يمتلك قدرات بدنية ومهارية والسمات الإرادية العالية، يثير «الرعب في نفوس المدافعين» إنه مكسب حقيقي للكرة السعودية وإن خسرنا المهم كسبنا الأهم.