أكد المستشار القضائي الخاص وعضو الجمعية العربية للصحة النفسية في دول الخليج العربي والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان، أن القصة المتداولة للفاروق بشأن وأده لابنته في الجاهلية لم تثبت بسند صحيح، بل وردت لدى فئات من أتباع بعض المذاهب الشيعية. وقال معقبا: «إن عدم ثبوتها لا يعني انتفاء الوأد في الجاهلية، فقد جاء أحد الصحابة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وأده لعدد من البنات في الجاهلية كما جاء في ابن الأثير وأشار إليه ابن كثير. وأوضح أن كلمة موءودة في قوله تعالى: (وإذا الموءودة سئلت)، وقعت صفة مؤنثة، وهذا دليل وجود وأد في الجاهلية على جنس البنات. وأضاف: «يتحتم تحكيم العقل عند البحث في كافة المسائل المشابهة، مع ضرورة التمعن في الأسانيد والروايات والنظر إلى أصل القصة ومقتضاها لنتمكن من إثباتها أو نفيها أو نجعلها في دائرة الحسن لذاته أو لغيره أو نعتبرها من القصص التي لا أصل لها. وطالب اللحيدان العلماء والباحثين، إعطاء قوس البحث لباريها في مثل هذه المسائل، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الوأد يؤخذ من مصادر أربعة هي: اللغة، البلاغة، الإسناد، والمتن.