اغلقت مراكز الاقتراع في مختلف المدن اليمنية لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا جديد للبلاد، في الثامنة من مساء أمس، وسط ارتياح حكومة الوفاق من الإقبال غير المتوقع، واستياء من عدم تنفيذ الخطة الأمنية المعتمدة من قبل الجهات التنفيذية في المحافظات. وأوضح رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي محمد حسين الحكيمي أن الاقبال على الاقتراع بلغ نحو 80% من نسبة الذين يحق لهم الانتخاب، مشيرا إلى أن النتائج النهائية ستعلن في غضون اليومين المقبلين. وبين الحكيمي في مؤتمر صحافي أنه فوجئ بنسبة الاقبال الكثيفة من قبل الناخبين، لافتا إلى أن ذلك سيتسبب في تأخير الإعلان عن النتائج الرسمية لانتخاب الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي. وأفاد أن اللجنة طبعت نحو 13 مليون ورقة انتخابية بزيادة 3 ملايين عن الكشوفات التي لدى اللجنة مسبقا، مرجعا تمديد وقت الانتخاب في بعض المراكز إلى الثامنة مساء إلى الاقبال الكثيف من الراغبين في الاقتراع. وأعرب الحكيمي عن استيائه من عدم التزام وزارتي الداخلية والدفاع بتطبيق الخطة الأمنية التي شبهها بالخطة المطبقة خلال فعاليات خليجي 20 في عدن نهاية 2010، معلنا مقتل عضو من اللجنة في عدن، فيما توفي آخر طبيعيا، إضافة إلى مقتل 3 من الجنود المكلفين بحراسة اللجان الانتخابية التابعين لها. وذكر أن تلك الاحداث دفعتهم لسحب اللجان الانتخابية من مراكزها إلى قاعة فلسطين بمحافظة عدن، خوفا على أرواحهم وحياة المواطنين. بدوره، أكد نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عقب إدلائه امس بصوته في الدائرة 12 بأمانة العاصمة صنعاء أن هذا اليوم يمثل منعطفا تاريخيا يعكس مدى حكمة اليمنيين من أجل الخروج من الأزمة والظروف الصعبة التي عصفت بالبلاد منذ مطلع العام الماضي، معربا عن أمله في أن يستوعب الجميع طبيعة المرحلة الدقيقة من أجل اجتياز الواقع الصعب والولوج نحو السلام والوئام والإصلاحات الشاملة. بدوره، اعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر يوم أمس «تاريخيا» جنب اليمن خطر الحرب الأهلية وفتح آفاقا لمستقبل جديد ومشاركة سياسية واسعة .وقال في مؤتمر صحافي أمس «النموذج اليمني بدأ يتحدث عنه الجميع بأنه النموذج الأمثل للانتقال السلمي للسلطة وهو نموذج جنب اليمن الانزلاق في الحرب»، موضحا أن إجراء الانتخابات الرئاسية يعد مناسبة تاريخية حقيقية لبناء عقد اجتماعي جديد لليمنيين. وأعرب بن عمر عن تطلعه إلى انتقال اليمنيين إلى المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية ببدء عملية الحوار الوطني وإعادة صياغة الدستور وإجراء الانتخابات النيابية في ضوء ذلك، لافتا إلى أن إنعاش الاقتصاد المنهار وإعادة الإعمار، وتحقيق الأمن يعد الأولية الأكثر إلحاحا أمام الحكومة اليمنية حاليا.وكانت مراكز الاقتراع فتحت في عموم محافظات اليمن عند الساعة الثامنة صباح امس وبلغ عدد الدوائر التي تم فتح مراكز الاقتراع فيها 293 دائرة من إجمالي 301 دائرة في عموم المحافظات.