«ليس البكاء شأنا نسائياً.. لا بد للرجال أن يستعيدوا حقهم بالبكاء». هكذا كتبت الروائية أحلام مستغانمي بكثير من الذكاء عبارتها على صفحة الفيس بوك الخاصة «بمحبي أحلام» والتي انشأها مجموعة من معجبيها بلغ عددهم 9645، وقد تفاعل مع عبارة مستغانمي 135 معجباً، وبين الجد والمرح تفاوتت آراء الرجال وتراوحت بين مستنكر ومستغن عن هذا الحق ومتقبل للدعوة، إلا أن هذا الأخير اشترط على أحلام حتى يستعيد حقه بالبكاء إن تتوقف حواء قليلا عن ذرف الدموع. هذه الدعوة فجرت غيظ بعض النساء وسجلت إحداهن موقفاً مدويا فكتبت «بعد روايتك الأخيرة نسيان. كوم، فقدت ثقتى في فلسفتك سيدة مستغانمي.. وها أنت تطالبين بحقوق الرجل مرة أخرى!». مستغانمي ميزت مشاركاتها على صحفة «محبي أحلام» بمخاطبة الرجل فقط، فكتبت له المزيد وتحديداً من روايتها نسيان. كوم «الرجولة هي ثقافة النظرة وسط جهل العيون، وهى حضارة الكلمة وسط الصمت، وهى الذراع التي تمتد لتحمى، والعقل الذي يفكر ليصون، والقلب الذي ينبض ليغفر». فحصدت إعجاب 114 مشتركا. وفتحت جروح السيدات من المشاركات فترحمت إحداهن قائلة «رحم الله الرجولة». مستغانمي تتصرف على صفحة الفيس بوك المذكورة وكأنها مشاركة «فهذه ليست صفحتها الرسمية كما أوضحت» فسألتهم «أحبائي.. ما هي أكثر جملة علقت في أذهانكم من كتابات أحلام»، أجابها 53 شخصاً وأعجب بسؤالها 40 آخرين. واختاروا لها من رواياتها «أحبيه كما لم تحب امرأة وانسيه كما ينسى الرجال» – «على النسيان يؤسس الحب ذاكرته الجديدة، ومن دونه لا يمكن لحب جديد أن يولد» – «الحب عارض مرضي»- «من السهل علينا تقبل فكرة من نحب على فكرة فقدانه واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا، ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان نجد فيه عزاءنا»- «لاتقدم شروحا لأحد.. أصدقائي الحقيقيون ليسوا بحاجة لها وأعدائي لن يصدقوا»- «الذين قالوا وحدها الجبال لا تلتقي أخطؤوا..! والذين بنوا بينها جسوراً لتتصافح دون أن تنحني أو تتنازل عن شموخها لا يفهمون شيئا في قوانين الطبيعة»- «علم هذا الذي لم يستطع حتى الآن، أن يضع أصوات من نحب في أقراص أو زجاجة دواء، نتناولها سراً عندما نصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها. كم نحن نحتاجه». سؤال أحلام حرر أصدقاءها من قيود المعجبين والمجيبين والمؤيدين وحولهم إلى كتاب، فكتبوا واستفاضوا على الصفحة واللافت بعد كل عبارة كانت تفتح الأقواس ليوضحوا من أي رواية اقتبسوا، فكانت تارة من فوضى الحواس وتارة أخرى من نسيان دوت كوم.