بعد غياب 12 سنة عن تونس التي ولدت وعاشت فيها حقبة من عمرها حلت الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي مؤخّرًا ضيفة على معرض تونس الدولي للكتاب وسط حضور فاق كل التوقعات لتختطف بذلك أضواء الدورة 28 رغم استضافة عدد من الأدباء من العالم، حيث غصت قاعة المحاضرات بالمئات الذين شهدوا توقيعها على روايتها الجديدة “نسيان كوم”، والذي أعقبه تقديمها لمحاضرة عن روايتها، استهلتها مستغانمي بالإشارة إلى أن قرابة الحبر أقوى من قرابة الدم مبينة أن وروايتها الأخيرة «نسيان. كوم» تخص محنة العراق في أكبر عملية سطو يسجلها التاريخ، مشيرة إلى أن من واجب الشعوب أن تتذكر ، ومن حق الأفراد أن يستعيدوا عافيتهم من قصص الحب الفاشلة، مؤكدة أنها ستقضي ما بقي من عمرها حارسة للنسيان مناضلة ضد الاستبداد العاطفي للذاكرة. وأضافت أحلام: كل شيء داخل الكتاب، فالعلاقة بين الكاتب والقارئ عاطفية بامتياز، ولا بد من حماية الغموض حفظًا للشغف، وحين يكاد القارئ أن ينسب الكتاب الى نفسه فذلك هو النجاح، ذلك أن الكتابة اختبار خلقي لمساحيق تحمي عري الكلمات وجرأة في القول وتعرية الهواجس بذكاء اللغة. وتظل الكتابة أكبر مغامرة نسائية تستحق المجازفة، وتمرين على الحرية التي هي «أن تختار قيودك لا أن تكتب كل شيء دون قيود». كما استنكرت مستغانمي جرعة الجرأة المبالغ فيها في تناول مسائل تتعلق بالجنس قائلة: هؤلاء الذين ذهبوا بعيدا في الفضيحة لم يقطعوا خطوة نحو الشهرة. أما أنا فمجرد كاتبة تلعب بكبريت الكلمات ولم يفارقني الإحساس بالمسؤولية يوما فقد كنت على وعي بحالة البؤس العاطفي في العالم العربي وأعتقد أن نسيان كوم هو أخطر أعمالي الروائية. فالموضوع تراجيدي في عمقه وليس الشيطان وحده يقيم في التفاصيل الصغيرة وما فائدة الأدب إذا لم يعلمنا كيف نحب؟