وبما أنني تحدثت أمس الأول عن أن نشر الخبر ناقصا يساعد على الفساد أكثر من تصحيح المسار، وأنك حين لا تنشر العقوبة، ومن هو الذي استغل منصبه وسرق المال العام، لن تحقق الهدف من النشر، وكان الاتهام موجها لهيئة الفساد والجهات المختصة بالتحقيق ومعهما الصحف، من حق محاميهم «رئيس تحرير سابق» أن أنشر له مرافعته، إن لم أقل: معاناته أيضا. عزيزي صالح .. أتفق معك بأن نشر الخبر دون اسم المجرم، أمر لا يحقق الأهداف المرجوة من الصحف، ولكن هل تعلم لماذا لا ينشر، وما هي المعاناة التي يواجهها رئيس التحرير، والمراسل الذي وضع اسمه على الخبر ؟ لن يسكت هاتف رئيس التحرير، فأبناء قبيلة السارق سيرون الأمر أنه محاولة لتشويه سمعة قبيلتهم، وإن لم تنشر اعتذارا سيتم رفع شكاوى للجهات المسؤولة تتهمك بأنك أسأت للقبيلة، مع أن ابن القبيلة هو من سرق وليس أنت. هذا على مستوى رئيس التحرير.. وعلى مستوى المراسل الأضعف، سيتم تهديده وأنه لن يترك، وأنهم يعرفون من دفع له ليشوه سمعته، فيما ابن القبيلة هو من شوهها. لهذا أحيانا ننشر الحرف الأول من الاسم «ع، م» تجنبا لصداع الاتصالات والشكاوى، مع أن نصف المجتمع عبدالله والنصف الآخر محمد. دعني أؤكد لك أن دفاع أبناء القبيلة ليس من أجل حماية ابنهم فقط، بل حتى لا يلوك أبناء القبائل سيرة القبيلة، أو يقال لهم مع كل اختلاف «أصلا أنتم قبيلة حرامية مثل فلان» .. خلاصة ما أود قوله: إن نشر الخبر كاملا يحتاج إلى وعي المجتمع بأن ثمة فرقا بين شخص وآخر وإن كانا من القبيلة نفسها، أو قرارا رسميا بنشر الاسم، وربما مع الوقت سيتعود المجتمع على هذا، وستكتشف كل القبائل أن أبناءهم ليسوا ملائكة، بل بشر.. قلة منهم ترتكب الجرائم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]