دعيت إلى المؤتمر الأول للاجتهاد الفقهي وضوابطه الذي أعدته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع مفتي سورية، آنذاك الشيخ أحمد كفتارو، وضم هذا المؤتمر عددا من العلماء وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي وكان ذلك منذ تسع سنوات. و جرى في هذا المؤتمر اللقاء مع الرئيس بشار الأسد ونائبه، المشارقة بالإضافة إلى وزير الدفاع وقتها العماد مصطفى طلاس. لم أتمكن من حضور اللقاء مع الرئيس بشار لكنني شاركت في كل اللقاءات التالية، وكان كل من التقينا به يسعى جهده لتحريض العلماء على الولاياتالمتحدة في العراق، وقبل أن ألقي كلمتي في المؤتمر دعاني أحد المنظمين إلى المشاركة في الحوار مع أحمد جبريل وبحضور كبار العلماء المشاركين هناك، ولم يكن أمين عام الرابطة من بينهم. قال أحمد جبريل لقد جربنا الشيوعية، والاشتراكية، والناصرية، والبعث، ولم نجد أفضل من الإسلام، فكبر البعض في المجلس، لكني أيقنت وقتها أن هناك مؤامرة فرددت عليه بالقول، إن الحكمة العربية تقول (من الحماقة أن تكسر عصاك على رأس عدوك طالما أنت أعمى) إذا أردنا أن ننتصر، فإن علينا أن نضع خطة استراتيجية طويلة الأمد. ثم قلت إن إسرائيل انتصرت على العرب لأنها عملت من داخل أمريكا، فقد كانت تدرك أن أمريكا سوق كبيرة يربح فيها من يجيد قواعد اللعبة، وبذلك أثرت على صناعة القرار الأمريكي. إن مكامن القوة عند العرب والمسلمين في أمريكا أقوى منها لدى إسرائيل، لكننا لم نستعملها، لقد كان ما قلته مزعجا لأحمد جبريل فتقبله على مضض، بعدها أدركت أبعاد هذا اللقاء. فقد كان النظام السوري على اتفاق مع إيران التي أبلغت بدورها حلفاءها في جنوب العراق أن يتضامنوا مع الأمريكيين، على أن تفتح سورية الأبواب للانتحاريين الذين قد يشجعهم العلماء على قتال أمريكا شمال العراق في مناطق السنة. عندها تضطر القوات الأمريكية لقتالهم ،وعند انسحابها من العراق تسلم السلطة إلى حلفاء إيران وهذا ما حدث، وبذلك تكون إيران وسورية قد خدعتا الولاياتالمتحدة. واليوم يؤكد مدير المخابرات الوطنية الأمريكية (جيمس كلابر) أن تنظيم القاعدة في العراق كان وراء سلسلة التفجيرات ضد الأهداف الأمنية والاستخبارات في دمشق وحلب وهكذا نجد من دربهم النظام السوري يرتدون عليه، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. • رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية