حماية مخزية تمارسها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، لتواصل حماية مصالحها، ومصالح حلفائها، سواء كانت سلبية، أو إيجابية، وعلى الرغم من ذلك الفيتو الروسي الصيني المزدوج الذي عطل مشروع القرار بشأن الوضع في سورية، يواصل المجتمع الدولي ضغوطه على نظام الأسد حتى يسود صوت الشعب، وتدرك القوى الكبرى أنه ليس من العدل التنصل من حق الشعوب في استعادة حريتها، كما أن شعوب العالم لا تقبل أن تغلب أنظمتها مصالحها على حقوق مواطنيها. فهل يثني تشدق النظام السوري بنظرية المؤامرة ؟ وأن ما يحدث هو مجرد مخطط تموله أطراف خارجية تتربص بالبلاد، واستمرار آلته العسكرية في القمع الوحشي للمواطنين، وانتهاكات حقوق الإنسان المنهجية ..عن التحرك باتجاه إيجاد حلول أخرى لوقف المشهد الدموي على الأرض .. أم يقف المجتمع الدولي متابعا للأحداث ويغفو الضمير العالمي .. متعذرا بحجة عدم جاهزيته للتدخل بسبب موقع سورية الاستراتيجي بين تركيا وإسرائيل ولبنان والعراق، وهناك طوائف وأديان وأعراق لابد أن تتفق على مستقبل الحكم بعد بشار الأسد . الفيتو الروسي الصيني المزدوج لايمنع من ممارسة الضغوط على طريق اتخاذ إجراءات وقرارات كفيلة بحماية الأبرياء العزل، لقد علمتنا التجارب أنه على الرغم من إصرار الشعوب الثائرة على التخلص من الديكتاتوريات. والتزامها بالنهج السلمي الكامل، والصمودة في وجه آلة النظام القمعية؛ إلا أنها لن تتمكن وحدها من التخلص من صوت الرصاص، وهدير المدافع وتصاعد وتيرة العنف المدعوم من قوى خارجية. ومتى ماكان النظام مستبدا ولا يعترف بالديمقراطية، وحقوق الشعب في إبداء رأيه، ويرى بمجرد إبداء الرأي تحديا لوجوده . فإن حسم قوى المعارضة موقفها للخروج من هذه الشرنقة المتمثلة بإبقاء الشعب تحت مطرقة التصفية الجسدية يعتبر الأكثر إلحاحا في هذه الظروف، خاصة أن حدة الهجمات على المدن والقرى السورية المناضلة لم تخف، وحمص واحدة من أكثر المدن التي تواجه عنف النظام منذ الانتفاضة المستمرة منذ 11 شهرا على الرغم من وعد بإنهاء إراقة الدماء قدمه الرئيس بشار الأسد إلى روسيا التي أنقذته من قرار أممي كان كفيلا بوقف حمام الدم .