أعاد فيتو روسي صيني مزدوج البارحة، خلط أوراق الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية، وأحبط في مجلس الأمن إقرار مشروع قرار عربي أوروبي يدعم المبادرة العربية ويدين انتهاكات حقوق الإنسان من جانب النظام السوري. لم يفاجأ المراقبون باستخدام روسيا حق النقض، لكن الفيتو الصيني جاء مفاجئا للجميع، إذ كان يعتقد أن الصين ستمتنع عن التصويت ولن يصل بها الأمر إلى الاعتراض على مشروع القرار الذي حصل على تأييد الدول ال13 الأخرى في المجلس. وهذه هي ثاني مرة تستخدم فيها موسكو وبكين حق الفيتو ضد مشروع قرار دولي حول سورية، ما يعطي الضوء الأخضر لنظام بشار الأسد لمواصلة القمع الوحشي للاحتجاجات بعد مذبحة حمص. وعبر السفير المغربي لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي الذي لعبت بلاده دورا أساسيا في صياغة مشروع القرار عن خيبة أمل بلاده وأسفها للفيتو الروسي الصيني، بينما ندد السفير الفرنسي جيرار آرو بالفيتو المزدوج، معتبرا أنه يوم حزين لمجلس الأمن وللسوريين ولأصدقاء الديموقراطية. وذكر بمجازر حماة عام 1982 وبمقتل أكثر من 230 مدنيا في حمص البارحة الأولى، قائلا إن الفظاعة وراثية في دمشق. ووصف المندوب البريطاني لدى الأممالمتحدة الفيتو الروسي الصيني بالمعيب. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدة سوزان رايس إن تعديلات اللحظة الأخيرة التي أراد الروس إدخالها على نص مشروع القرار غير مقبولة. وبرر السفير الروسي لدى مجلس الأمن فيتالي تشوركين استخدام بلاده للفيتو بالقول إن مشروع القرار لا يعكس واقع الوضع في سورية ويدعو إلى تغيير النظام ويوجه «رسالة غير متوازنة إلى الطرفين؛ النظام والمعارضة»، متهما الغربيين بعدم إبداء مرونة في المفاوضات. ورأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الوقت حان ليتحرك مجلس الأمن بحزم حيال سورية، مشيرة في تصريحات أدلت بها في ميونخ إلى أنه لم يكن بالإمكان تسوية الخلافات في وجهات النظر مع روسيا والصين بهذا الشأن. من جهته، دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي والسماح لانتقال فوري ديمقراطي للسلطة في البلاد، مطالبا مجلس الأمن الدولي بالوقوف ضد وحشية نظام الأسد والبرهنة على أنه مدافع موثوق عن الحقوق العالمية.