لدي رخصة قيادة سيارة خاصة أو «خصوصي» حسب التعبير المروري القديم، عمر النسخة الأولى منها يزيد على أربعين عاما، ولا أذكر أنني حصلت خلال هذه المدة على قسيمة مخالفة مرورية لعدم رغبتي في تجاوز النظام لاسيما مخالفات السرعة وقطع الإشارات المرورية وعكس السير والقيادة بلا رخصة، فلما بدأ نشاط «ساهر» منيت بدفع قيمة قسيمتين سجلتا على أرقام لوحات سيارات تابعة لي يقودها مكفولي السائق حسين الذي ارتكب المخالفتين ثم نام قرير العين، ولم أدرك أنه فعل ما فعل إلا عندما أردت تجديد إقامته لمدة عامين آخرين فقيل لي إن على سياراتك مخالفتين يجب دفعهما لإنهاء معاملة المكفول حسين وإلا فلا.. فدفعت قيمة الغرامة من جيبي وشكوت إلى صحبي ما حصل فأشاروا علي بخصم قيمة المخالفتين من أجره الشهري حتى «يتأدب» ويلتزم بالأنظمة المرورية وبنظام ساهر فلم أستجب لمشورتهم لأنني لست مستعدا لخوض غمار مغامرة غير مأمونة النتائج، فلو أنني خصمت المبلغ من أجره الشهري فقد «يفقع» المليح بعد أن يترك السيارة ومن فيها على قارعة الطريق احتجاجا على قيامي بتحميل الغرامة على ظهره وعندها سوف أندم على عدم تحملي لها لأن خسائري ستكون مضاعفة فالسائق قد يكون هرب ولن تعيده إلي لا البصمة ولا الفصمة ولا أبناء العمة أسمة، والتعطيل قد حصل فلا يوجد سائق آخر لإيصال الأبناء والبنات إلى المدارس والكليات أو يشتري المقاضي من الحلقة، ولذلك كله اكتفيت بتوجيه عتاب رقيق إلى السائق حسين، وأن عليه ألا يكرر مخالفاته لأن ساهرا سيكون له بالمرصاد فوعدني بذلك وأفلح إن صدق!. أقول قولي هذا بعد أن خرطت قيمة المخالفتين معلنا أنني لست نادما على دفعي إياهما بل لازلت مؤيدا لساهر ما دام أن له دورا ولو جزئيا في ردع المستهترين بالأرواح والمخالفين للأنظمة المرورية، ومادام أن الإحصائيات تؤكد وجود أثر إيجابي لساهر في مجال خفض نسبة وعدد الحوادث المرورية ومادام أنه يوجد في الناس من يخاف ولا يستحي، أما مسألة تسجيل المخالفات على مالكي المركبات وليس على المخالفين من مكفولين وسائقين وغاوين فإنه أمر يحتاج إلى دراسة وإعادة نظر.. لاشك في ذلك!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة