تجاهل النظام السوري إدانة الجمعية العامة للأمم المتحدة لقمعه الوحشي للاحتجاجات التي تجتاح سورية، وواصلت قواته أمس قصف مدينة حلب وهاجمت المحتجين في درعا، في وقت خرجت مظاهرات في عدة مدن بينها العاصمة دمشق وحلب في جمعة أطلق عليها ناشطون اسم «جمعة المقاومة الشعبية والكفاح المسلح لمواجهة آلة القتل». وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 56 قتيلا، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان البارحة أن عدد الشهداء المدنيين الموثقين بالأسماء وظروف الاستشهاد الذين انضموا أمس إلى قافلة شهداء الثورة السورية بلغ 26 قتيلا منهم 13 شخصا قتلوا جراء القصف العنيف على حي بابا عمرو في مدينة حمص وقتيلان في بلدتي الحارة وجاسم في درعا. وفي العاصمة دمشق، قتل شاب في حي المزة إثر إطلاق قوات النظام الرصاص الحي لتفريق متظاهرين بعد صلاة الجمعة. وفي ريف دمشق، قتل مواطنان في مدينة دوما أحدهما فتى في الرابعة عشرة من عمره. كما قتل شاب في بلدة يبرود فجرا، وشاب آخر في بلدة عرطوز. وفي مدينة حلب قتل مواطنان في حي الفردوس بينما قتل مواطن في بلدة الاتارب بريف المدينة. وفي دير الزور، قتل مواطنان على طريق جبل البشري، وفي حي الجورة، وقتل شاب في مدينة البوكمال إثر انفجار عبوة ناسفة. وكان المرصد ذكر في وقت سابق أنه تم العثور على تسع جثث في حمص مجهولة الهوية وتاريخ الوفاة. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله «إن قوات النظام تقصف المدينة بشكل عشوائي وبربري.. إنه أمر لا يصدق، إنه عنف كبير لم نر مثله. تطلق معدل أربع قذائف في الدقيقة». وأضاف: إنه «جرى استهداف الخالدية والبياضة بقصف مركز بالإضافة إلى حيي باب عمرو والإنشاءات»، مشيرا إلى أن «القصف لم يكن بهذه الشدة خلال الأيام السابقة». وأكد أن الطيران الحربي وطائرات استطلاع كانت تحلق في سماء حمص واصفا هذا الانتشار «بغير المسبوق». فيما خرج متظاهرون في محيط مدينة حلب، التي تشهد حراكا لا فتا في الآونة الأخيرة حاشدة، دون مواجهات مع قوات الأمن والجيش. وتجددت المظاهرات في الحسكة إذ خرج المتظاهرون يرفعون أعلام الاستقلال ويطالبون بإسقاط النظام.. في الوقت ذاته، حشد جيش الأسد قواته وإمكانياته العسكرية متوجها إلى مدينة إدلب في الشما (معقل الجيش السوري الحر)، تمهيدا لاقتحام المدينة ومواجهة الجيش المنشق، فيما يخشى ناشطون ارتكاب قوات الأسد مجزرة في المدينة، في ظل انتشار عسكري غير مسبوق داخل وخارج المدينة.