أكد إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ عبدالرحمن السديس أن الأمة لترفع التقدير أعبقه والدعاء أصدقه لمقام خادم الحرمين الشريفين كفاء غيرته وانتصاره للمقدسات ومواقفه الصارمة البلجاء حيال إخوانه في الشام وما نضحت به مشاعره من نبل وصفاء وغيرة على قيم العدل والإخاء ودعوته الصادقة إلى حقن الدماء وكذا مواقفه الحكيمة الحازمة ممن تطاول على المقام الإلهي والجناب المصطفوي، اللهم فاجعل ذلك له في موازين الحسنات، وأضاف: «في ملتهب القضايا العالمية الكاسرة، والمحن السياسية الهاصرة، والفتن المتراكبة الكاسرة، تنبجس قضيةٌ تأصيليةٌ جد مهمة، أصلها ثابتٌ منيف، وفرعها باسقٌ وريف، لها دلالاتٌ كعذب الرحيق، ورسم وضيء رقيق كيف وقد قام الإسلام على جانبٍ منها متين، وركن لسعادة البشرية ركين. ولكن من أسفٍ لاعج، غاضت أنهارها، وانطفأت أنوارها لدى كثيرٍ من الناس دون خجلٍ أو إحساس، تلكم يا رعاكم الله قضية القيم المزهرة، والشيم الأخاذة المبهرة، التي أعتقت الإنسان من طيشه وغروره، إلى مدارات الحق ونوره، ومن أوهاق جهله وشروره، إلى علياء زكائه وحبوره، وأنى يخفى على شريف علمكم أن الإسلام وحده إياه، لا غيره ولا سواه هو موئل القيم والفضائل والمهد البديع لشم المثل والخلائل . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس بالمسجد الحرام:" شرفاء العالم عقلاءه وأحراره في كل مكان، لقد تحتم وآن، تعزيز القيم، وإعلاء الشيم، وإحياء الذمم بين بني الإنسان، والائتلاف حول معاقد الحق والعدل والأخلاق، لا حول الذوات والأعراق، وأن يحقق الإخاء الإنساني والأمن العالمي، المجرد عن المطامع والدوافع، المبرإ عن الأغراض المدخولة والمنافع، وأن يكون لله احتسابا، ولآصرة الإنسانية انتسابا، فلن يرسو العالم المنكوب في مرافئ العدل والسلام، إلا بدحر الظلم والعدوان، وإن شذ من شذ ومان دون حجة أو برهان. وأن يكون الانتصار للقيم طي الأفكار والأرواح، لا الأدراج، ومهب الرياح، إلا يكن فعلى الدنيا العفاء، وسطروا على أطلال الهيئات والأمم عبارات الفناء. وفي المدينةالمنورة، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبته المسلمين إلى التقرب إلى الله بالأعمال الصالحات ،وقال:"إن الله إذا أراد أن يكرم عبده بمعرفته وجمع قلبه على محبته شرح صدره لقبول صفاته، ومنها الكرم بكثرة الخير وجزيل العطاء ومن نعوته الشكر فهو يشكر القليل من العمل بمضاعفة الثواب أضعافا كثيرة». رأي المختصين وتعليقا على خطبة المسجد النبوي، قال أستاذ الدراسات الإسلامية المشارك بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة الدكتور سعود العنزي : «من غايات الشريعة الإسلامية الخالدة إلى قيام الساعة هي مراعاة مصالح العباد ودفع كل ما يفسد حياتهم وما في ذلك من أسرار وأهداف لا يعلمها إلا من تعمق بمقاصد الشريعة الإسلامية، وما فيها من حكم وغايات والوسائل لها أحكام المقاصد، فالإنسان يثاب بمجرد النية التي تسبق العمل الصالح، وهناك أعمال كثيرة ويسيرة وسهلة ولها ارتباط بالأزمنة والأمكنة وما علينا إلا متابعة ذلك والعمل على استغلال الأعمار في جني الحسنات والحرص على استغلال الأوقات لكسب المثوبات بأقصر الطرق. رأي المصلين وقال مصطفى إبراهيم : «خطبة الجمعة بالمسجد النبوي تركزت على فضائل عظيمة يجنيها المسلم من بعض الأعمال الخفيفة التي تعتمد في مجملها على اللسان، وذكرنا الخطيب بما يجب على المسلم قوله وفعله في اليوم والليلة، وأشار إبراهيم إلى أن كثيرا من الناس يغفل عن هذه الأعمال العظيمة وأن مثل هذه الخطبة تجعل الإنسان يعيد محاسبة نفسه ويتذكر بعض ما فاته من الأعمال الصالحة بسبب نمط الحياة المتسارع والذي يجعل الإنسان يغفل عن هذه الأعمال الفاضلة». وذكر عبدالرحمن النعمي أن خطبة الجمعة دعت إلى التزود بالأعمال الصالحة وأن الإنسان يسهى كثيراً عن هذه الأفعال الطيبة والحميدة، وأن خطيب المسجد النبوي ذكر الكثير من هذه الفضائل سواء على مستوى الذكر أو العبادة،وأكد النعمي على أهمية فضائل الأعمال وخاصة في ما يتعلق بالتعامل مع الناس؛ فكثير من الناس فقد صلته بالآخرين بسبب بعض أعماله وأفعاله، والجمعة فرصة للتزود واستحضار الإنسان لما فعله خلال أسبوع.