يعمل استشاريا للمخ والأعصاب والباطنية في الرياض، هو الدكتور بخيت إبراهيم، وجه من السودان يقدم خبراته الطبية في المملكة، أجرينا معه هذا الحوار القصير: • تخرجت من جامعة الخرطوم، وحصلت على الزمالة الإيرلندية في الباطنية والماجستير الإكلينيكي من جامعة لندن، وتعمل استشاريا للمخ والأعصاب والباطنية في أهم العواصم العربية، فما الذي يحول دون العودة لاستثمار علمك وخبرتك في السودان؟. • الخوف من المجهول هو هاجس المغترب الأكبر، وإشكاليات العودة التي ترتبط بأشياء كثيرة منها مسؤولية المغترب عن العائلة الممتدة ومتطلبات الأسرة وتأسيس المسكن ودراسة الأبناء، ثم هنالك طبيعة العمل في بيئة بها كل التسهيلات المهنية والاجتماعية تغريك، ولكن على الرغم من كل ذلك أظل أحلم بالعودة إلى الوطن كل يوم. كيف ترى الوجه الآخر للنجاح المهني بعيدا عن الوطن؟. • البعد عن الأهل لفترات طويلة، وتسرب العمر بين إرهاق العمل وهواجس البعد عن الأوطان، وشعورك بفقدان التواصل مع أبناء وأقارب ولدوا وكبروا وأصبحوا شبابا يافعين دون أن تلتقي بأحدهم إلا صدفة أحيانا، لطول السفر وشح أوقات الإجازات. • هل تتفق مع من يقول إن الغربة شرط إبداعي، بمعنى أنها تساعد المغتربين على تحقيق الفتوحات المهنية والنجاحات الأكاديمية أكثر من زملائهم المقيمين في أوطانهم؟. • اتفق مع هذا .. الغربة فيها زمن للإبداع والأبحاث والنجاحات الأكاديمية، لكن طبيعة الحياة الاجتماعية في السودان من الممكن أن تبطئ الإيقاع وتقلل التركيز المكثف على البحث العلمي والتحصيل الأكاديمي. • يربط البعض بين جنسية الطبيب وحرصه على تطبيق مبادئ أخلاقيات مهنة الطب، برأيك أين يقف الطبيب المغترب من أخلاقيات المهنة؟. • في الطب هنالك أخلاقيات أساسية لا علاقة لها بالأجناس والأعراق، لا بد من أن يأخذ المريض علاجه بصورة صحيحة وأن يشعر بأنه في أيدي أمينة، فارتباط المريض بالطبيب خاص جدا وفيه تجرد من العامل المادي، لذلك تنجح العلاقة بخروج المريض راضيا ومعافى. • انفصال جنوب السودان .. أحداث جنوب النيل الأزرق .. وغيرها من الأحداث، كيف تتابع كمغترب مثل هذه الأحداث المقلقة وأنت بعيد عن الوطن؟. • أحرص يوميا على متابعة القنوات السودانية وقراءة الصحف والأخبار السودانية وكلما التقيت بزملاء العمل لا هم لنا إلا شؤون الوطن، ماجعلنا ملمين بتفاصيل يجهلها أحيانا معظم المقيمين هناك. • أين يقف الطبيب السوداني المغترب من بقية الأطباء في دول الخليج وما الذي يمتاز به دون سواه؟. • الطبيب السوداني يحظى بمكانة متميزة ويلقى كل الاحترام، ويتصدر قائمة الخيارات، وهو يبادل هذه الثقة باعتزاز ومودة واحترام، ويشعر بالانتماء والوفاء لبلاد أعطته الكثير. • لمن تهدي نجاحك المهني؟. • لأسرتي وأبنائي الذين أتمنى لهم كل التوفيق، وزوجتي «أم محمد» التي لولاها لما حققت شيئا، والفضل بعد الله سبحانه لها ولصبرها على ظروف عملي.