لغة الحوار تحتاج لحروف واضحة النقاط حتى نخرج بصورة كاملة المعالم خاصة عندما تكون في زيارة لطبيب سواء أنت المريض أو احد أفراد عائلته..؟ كما أن الحوار الناجح هو الذي يكون هادفا ويتبادل المريض مع طبيبه أطراف الحديث وليس تلقينا من الطبيب لمريضة وعدم اهتمام لما يريده المريض وما ينقصنا هو الحوار الممتع المفيد.. قد تتساءل أين المتعة والفائدة من زيارة الطبيب؟؟ وهذا ما سأجيب عليه من خلال وصف زيارتنا الأخيرة للدكتور أحمد لاري استشاري مخ وأعصاب وجراح متمكن بمستشفى مدينة الملك فهد الطبية .. أستطيع وصف الزيارة بأنها كانت الأكثر متعة والزيارة المثالية التي يجب أن تكون عليها جميع المواعيد الطبية وذلك لعدة أسباب: أولا: حضور المريض في الموعد المحدد وانتظاره لمدة قصيرة لم يشعر فيها بالملل .. ثانيا: استقبال الطبيب للمريض وسؤاله عن صحته وعن حال من معه من مرافقين وكأنه يعرفه معرفة عميقة مع أن العلاقة تسمى بالرسمية جداً .. ثالثا: تبادل عبارات الود والرحمة بينه وبين المريض خاصة وان المريض كبير في السن وهذا إن دل على شيء إنما يدل على رقته وطيبة قلبه.. رابعا: مراعاته للمستوى التعليمي للمريض واحترامه لجهله باستخدام كلمات واضحة ممزوجة بشرح طبي مبسط حتى يستوعب المريض ما الذي يتحدث عنه الطبيب .. خامسا: عند إعطائه لبعض التعليمات الدقيقة الخاصة بجرعات الدواء لمرافق المريض سجلها على ورقة بخط يده ولم ينتظر من الممرضة أن تقوم بهذا العمل وذلك ليتأكد بنفسه من أن المرافق لن ينسى أو يخطئ في الجرعة التي سيعطيها لمريضه.. سادسا: روحه المرحة ونكاته كانت سببا رئيسيا في زوال توتر المريض وخوفه من مقابلة الطبيب وهذا دليل على احترافيته العالية .. سابعا: إصغائه للمريض وشكاويه باهتمام وصبر ليكسب رضا المريض مما جعل المريض يتقبل توجيهاته ونصائحه .. ثامنا: سمح لمرافق المريض بان يوجه الأسئلة وأجاب عليها بكل مودة وبدون تكبر أو استهزاء بجهل هذا المرافق لبعض الأمور الطبية وهذا دليل على رقي أخلاقه وتواضعه.. قدم الدكتور أحمد لاري نموذجا رائع للطبيب السعودي المثالي ... ولو وضع تقييم لنال عشر نجمات والتي تعتبر قليلة في حقه فمع انه كان استشاري كبير إلا انه كان يؤدي عملة بكل كفاءة وجودة ليكسر التوتر والرهبة في نفس مريضه ومن معه من مرافقين .. فقد استطاع أن يسرد توجيهاته ونصائحه بسرعة وليونة كما انه استمع واجاب على تساؤلات المريض بهدوء وسلاسة وكل هذا في خلال ربع ساعة.. شكراً دكتور أحمد لاري كنت أتمنى تسجيل هذه الزيارة بالفيديو وعرضها على طلاب الامتياز والتمريض كي يتعلموا كيفية التواصل مع المرضى على اختلاف ثقافاتهم وطبقاتهم الاجتماعية ومعاملتهم معاملة حسنه لا يشعر فيها المريض بالتفرقة أو إهانة لإنسانيته فكما نعلم أن المريض يكون حساسا جدا ويعاني من إحباط وخوف فهو ليس في حاجه لمن يثيره أو يرهبه أكثر .. كما أن مرافق المريض سيكسب الكثير من الخبرة والمعرفة بمرض قريبه وقد يساهم هذا في سرعة شفاء المريض بإذن الله .. وفي الختام قبل أن يكون الطبيب طبيبا يجب أن يكون إنساناً بمعنى الكلمة ليستحق لقب \"ملاك الرحمة\" فمهنته من أصعب المهن التي يواجه فيها أنواع الألم والتعب الذي يجره للاكتئاب والارهاق الذهني .. نحن فعلا بحاجه لاستنساخ أحمد لاري ألاف النسخ ونشرها في كافة مستشفيات الوطن .. ؟؟!