تواجه مصر ضغوطا أمريكية، تصاعدت بصورة كبيرة بسبب الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية ضد منظمات مجتمع مدنى من بينها ثلاث أمريكية ومنعت عناصر أمريكية من السفر والخضوع للمحاكمة ،وشارك فى هذه الضغوط أركان الإدارة الأمريكية، الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري، ووزير الدفاع فضلا عن كبار أعضاء الكونجرس، وبعض مرشحي الرئاسة وهددوا جميعا بقطع المعونة العسكرية التى تبلغ مليارا وثلاثمائة مليون دولار ،والمعونة الاقتصادية وهى حوالى ثلاثمائة مليون، يقتطع منها مائة مليون لمنظمات المجتمع المدنى توزع بمعرفة السلطات الأمريكية، فلماذا هذه الضغوط فى هذا التوقيت ؟ فى تقديرى أن هذا الموقف الأمريكى لم يرتبط فقط بما يجري للمنظمات الأمريكية والشخصيات العاملة فيها وما وجه لهم من اتهامات ،ولكنها تعبر بوضوح عن حجم الأزمة التى تشهدها علاقات البلدين والتى ترتبط بالقلق الأمريكى من التطورات التى تشهدها مصر حاليا، فهناك تخوف أمريكى من تصدر تيار الإسلام السياسي للحياة السياسية حاليا، ورغم تعدد لقاءات كبار المسؤولين الأمريكيين مع قيادات الإخوان المسلمين ،إلا أن واشنطن تسعى لأن تبقي التيارات والقوى والشخصيات الليبرالية التى تساندها وتدعمها كقوة ضغط توازن بقدر الإمكان، نفوذ التيار الإسلامي،كما أن الولاياتالمتحدة لم تتفهم بعدالتغيير الذى تشهده عملية صنع القرار السياسي فى مصر،خاصة ابتعاد القاهرة عن التوافق مع السياسة الأمريكية فى بعض الملفات المثارة فى المنطقة، وهو مايمكن أن يدفعها بعيدا عن الإطار الذى كان يحكم العلاقات الثنائية فى السنوات الماضية. وفى تقديرى أنه رغم حدة المواجهة والضغوط الأمريكية إلا أنه لايتوقع أن تذهب واشنطن إلى قطع المعونة الأمريكية تحديدا والتى كانت جزءا من الإطار العام الذى تم خلاله صنع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ،فضلا عن أن ذلك سوف يفقد واشنطن أهم أدواتها للتأثير على السياسة المصرية. • نائب المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط القاهرة