•• الذي يرصد وتيرة الحراك التنظيمي والتشريعي في بلادنا، يشعر وكأن هناك انتفاضة تحديثية توشك أن تطال أدق الأمور التفصيلية الصغيرة التي يمكن أن تعكر صفو حياتنا الآنية والمستقبلية.. •• وفي خضم هذا الاستشفاف المأمول لواقع تطلعاتنا الطموحة لا يستطيع أي منصف إنكار جدية بل وصوابية ما يسن من قرارات وتشريعات ترنو جميعها إلى «الإصلاح» الذي ننشده جميعا.. رغم نشوء الكثير من العقبات.. سواء لم يتم التنبه لها أو أنها عقبات التفافية مصطنعة.. •• ليبقى السؤال الملح دائما.. متى يتحقق هذا الإصلاح بالشكل الشمولي الذي يحلم به كل مواطن؟. •• لقد كشفت لنا قصص الفساد الكثيرة التي أميط اللثام عن بعضها، أن هناك بعض الاختلالات، رغم وجود العديد من الأجهزة الرقابية والمحاسبية، ومع ذلك استدعت الحاجة للإصلاح إلى إيجاد أجهزة أخرى مساندة وداعمة لهذه التوجهات.. •• إذن بعد كل هذه التحسبات هل نتفاءل باحتمالية استئصال الفساد من كل الخلايا التي يتفاعل معها وبها وتحتها وفوقها وأدنى منها وأعلى منها.. أم أن الأمر بحاجة إلى إجراءات أكثر شدة وانضباطاً ؟ •• لماذا نفاجأ بين الحين والآخر بظهور حالة فساد من حيث لا نتوقع ولا نظن ولا نحتسب؟!!، هل يحدث ذلك لأننا نعاني من سذاجة مفرطة، أم أننا في مواجهة دهاء ومكر وغش وخداع متأصل في النفوس والجيوب والضمائر.. •• لا بد أن هناك أزمة ثقة تعصف بكل تلك القيم التي نتشدق بها وننشدها في منعطفات حياتنا، وإلا ما الذي يجعل البعض يسرق والآخر يختلس والمتمسك بالقيم يحدث نفسه بالخطيئة.. •• حتما أن ما يكشف عنه من اختلالات أخلاقية وقيمية عديدة في هذه الأيام هو نزر يسير مما يجول في مشهد قصص الفساد المحكي عنها أو المسكوت عليها بدواعي الغفلة أو التغاضي، أو المصالح المعقدة المتشابكة أو غير ذلك من المبررات التي تسوغ للمفسد المضي في غيه.. •• إزاء هذه الهجمة الشرسة من كل هذه الاختلالات لا بد من تعريض أشكال الفساد لمزيد من الضوء والكشف والفضح والدراسة لمعرفة أسباب هذه العلة الفادحة، فالإجراءات والعقوبات الرادعة المطبقة يبدو أنها غير كافية.. •• إن ما يطمئن حقا، إلى جانب الجدية الواضحة في إيجاد الآليات لمحاصرة هذا الوباء، وجود إرادة عليا لدى قيادة هذه البلاد وتصميم على مكافحة الفساد، وهذا ما يعزز نسبة التفاؤل نحو مستقبل مشرق أو على الأقل مستقبل أقل فساداً. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 444 مسافة ثم الرسالة