نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، افتتح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أمس مؤتمر «إثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي»، الذي ينظمه المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي. وأكد المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء ورئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في كلمته، أنه لا يجب أن يكون لنا رأي فيما أختاره الله ورسوله، وأن لا نخضع شرع الله لأي رأي، ولا ينبغي التشكيك في الرؤية البصرية للأهلة، مؤكدا أن الشريعة لا تحارب العلم ولا تنافي العلوم ولا تتنافى معه. من جانبه، أوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، أن المؤتمر يجمع بين المختصين في علوم الشريعة والفلك للبحث في موضوع الأهلة وإثبات الشهور القمرية لترتب مواقيت العبادات عليها. وبين أن تحديد الشهور القمرية فلكيا، أصبح من أيسر الأمور منالا في عصر تطورت فيه علوم الفلك والفضاء، مشيرا إلى أنه بات من السهل معرفة منازل القمر وسائر النجوم والكواكب بتطور وسائل الرصد والعلوم الفضائية وأنظمة الحسابات الآلية. وقال: المهم في هذا المؤتمر؛ التطبيقات الفلكية في المجال الشرعي، وهو ما أصبح معروفا باسم «علم الفلك الشرعي» الذي يفيد في معرفة مناز القمر، مؤكدا أنه لا سبيل إلى تعيين وقت للصلاة ولا إلى معرفة مواقيت الحج الزمانية والمكانية إلا الذي عينه الشرع وأعلمنا به، ولا سبيل إلى أداء صيام رمضان في غير شهره الذي أرشدت السنة إلى معرفة طرفيه برؤية الهلال، فإن لم يكن فبإكمال الشهر ثلاثين يوما. وأكد التركي، أن المؤتمر وما سبقه من مؤتمرات عقدت للاستفادة من المعطيات الفلكية في إثبات الأهلة إثباتا تترتب عليه العبادات الموسمية، فتأخذ هذه المعطيات وظيفة تكميلية مساعدة، مما يسهم في تقليل الخلاف بين الأقطار الإسلامية في هذا المجال، ويسهم في التعاون بين الجهات الشرعية والجمعيات الفلكية. أما الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي، فأوضح أن المجمع خص قضية اثبات الشهور القمرية بين علماء الشريعة والحساب الفلكي بالدراسة والبحث في هذا المؤتمر ليقينه بمسيس الحاجة لدراستها والخروج بحلول تنهي ما يكتنفها من خلاف وما يثار حولها من جدل في كثير من الأحيان، مشيرا إلى أن هذا الموضوع في 12 عنصر استكتب فيه 40 فقيها وفلكيا. وأوضح أن المؤتمر يشارك فيه نخبة متميزة من العلماء والفقهاء والفلكيين، إضافة إلى عدة جهات مثل هيئة كبار العلماء في المملكة، وأعضاء المجمع الفقهي الإسلامي، والمجلس الأعلى للقضاء، ووزارة العدل، والمحكمة العليا، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والمشروع الإسلامي لرصد الأهلة، وجامعات سعودية وعربية، ومراكز أبحاث مرموقة في العالم الإسلامي.