المجتمعات العربية مازالت مجتمعات تسيطر عليها الثقافة الذكورية بشكل مؤثر في حياتنا اليومية الامر الذي يظهر فيها الكثير من المشكلات الاجتماعية لدى العديد من افراده و خصوصا المرأة سواء كانت هذه المشكلات على صعيد الاسرة او على المجتمع ، والتي تعود اسبابها اما على اخطاء في التربية و من ثم تنعكس سلبا على التنشئة المرأة ومن على الابناء بعد التكوين للاسرة، ووجوب اعترافنا بالفروق الفطرية بين الجنسين امر حتمي وفي بعض الاحيان نجد ان المجتمع يزيد من قيمة هذه الفورق و غالبا ما يكون هذا لحساب اعلاء قيمة الذكر على الانثى. ولو اتخدنا جانب الاسرة كمثال لبعض المسلمات التي تواجهها المرأة هي مسالة القوامة والتي تعتبر ركنا اساسيا في قانون الزواج كما اتت به شريعتنا السمحة «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم..» ولكن نجد بعض الذكور اتخدها سلاحا يتسلطون به ويصبحون به اوصياء على النساء بقصد او بغير قصد وعمم ذلك على كل النساء بدلا من الزوجة داخل الاسرة مع زوجها و هنا ارى انه امر غير مطلوب بل هو امر مرفوض .. وآمل هنا ان لايفهم هذا التوجه على انه دعوة لاطلاق الحرية للنساء او الفتيات فالمقصود هو الترسيخ لتربية المرأة و منحها الثقة بنفسها. ولكي يستقيم المفهوم الاساسي للقوامة فانه يجب ان يساعد كل من الطرفين الاخر على تجاوز نقاط الضعف والموجودة في شخصيته وفي رأيي لن يحدث ذلك الا اذا توفرت للاسرة اساسيات التفاهم والتلاحم والترابط الوثيق فيما بينها تاجيل الخلافات التجمة عن الفروق الفردية واختلاف الطباع وان يتخذ كل منها لغة التسامح والعفو وثقافة التلمس الايجابيات بصورة الكبر والبعد عن التقاط السلبيات والتشدد عليها. زينب محمود محمد حسن (جدة)