غدا الجمعة تزحف عشرات الألوف من الجماهير الرياضية السعودية من عشاق الهلال والاتفاق لكي يحضروا ويشاهدوا لقاء القمة الختامي بين فريقي الهلال والاتفاق على كأس سمو ولي العهد حفظه الله، وهي مناسبة جميلة وعزيزة على قلوب أبناء هذا الوطن الأوفياء. ولا شك أن لقاء الزعيم بالنواخذة سيكون إحدى أهم المحطات المفصلية في تاريخ ومسيرة بطولة كأس ولي العهد التي استطاع الهلال إحرازها عشر مرات في حين أن الاتفاق تحصل عليها لمرة واحدة. الزعيم الهلالي الأزرق عرف بقدرته الفائقة على التعامل مع البطولات واقتناصها، وهو يملك في الوقت الحالي فريقا جديدا جدا ومنظما يقدم كرة قدم جميلة وراقية تجبرك على مشاهدته والإعجاب به وبالقائمين عليه، والاتفاق ظهر هذا الموسم مع مدربه برانكو بشكل مختلف واستطاع إقصاء الأهلي المنتشي في نصف النهائي بجدارة واستحقاق وبضربة جزاء مستحقة في نهاية اللقاء، وهو قادر على مقارعة الزعيم وبل وخطف البطولة الغالية، ولكلا الفريقين شرف الوصول إلى النهائي والسلام على سمو ولي العهد الكريم. مباريات الكؤوس كما هو معروف لا تخضع لاعتبارات بعينها، وغالبا لا تنظر الفرق إلى تقديم مستويات مبهرة وإنما تتطلع إلى النتائج قبل كل شيء وهذا ينطبق على لقاء قمة كأس ولي العهد بين الهلال والاتفاق، الاتفاق يقدم كرة قدم جدية ومنظم بشكل جيد، غير أن ما ينقص هذا الفريق هو تفعيل قدراته في العبور بالدقائق الأخيرة من المباريات إلى بر الأمان والسلامة من هدف مباغت او محاولة تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع، وان كانت تشكيلة الهلال تزخر بالعديد من النجوم، فإن التشكيلة الاتفاقية تتسم بالجماعية والروح العالية والرغبة الكبيرة في إسعاد جماهير النواخذة. سجل اللقاءات بين الفريقين يشير بوضوح إلى تفوق هلالي كبير وحاسم في عدد مرات الفوز، وهو مؤشر مهم لكثيرين ولكنه أضحى وبجدارة تاريخا قويا متصاعدا في أرشيف الذاكرة الجمعية للزعيم وجماهيره الكبيرة، الذي يطمع ويطمح دائما إلى الارتقاء بأرقامه الإحصائية المميزة في البطولات وعدد مرات الفوز بها، والاتفاق الذي ابتعد عن البطولات لسنوات يطمح هو الآخر يقينا إلى مصالحتها على حساب الزعيم وفي عقر داره وبين جماهيره الغفيرة في الرياض. المدرب الاتفاقي المحنك برانكو أعلنها صريحة انه يريد العودة بالكأس الغالية إلى عرين الاتفاق بالدمام، فهل يسمح أبناء ومسيرو الزعيم بذلك؟ سؤال عريض ننتظر الإجابة عليه جميعا مع صافرة النهاية التي سيطلقها الحكم الايطالي الذي اختير خصيصا لإدارة هذا النهائي المهم، الذي نأمل أن يكون موازيا في مستواه وحضوره للمناسبة الكبيرة التي يشرفها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، فإلى لقاء يتسم بالمتعة والإثارة والندية على استاد الملك فهد الدولي بالرياض.