لن تكون مواجهة الهلال والاتفاق مساء اليوم (الجمعة) على استاد الملك فهد الدولي في الرياض ذات طابع تنافسي بين الفريقين من أجل حصد لقب البطولة الكبيرة فحسب، بل إن ثمة حسابات خاصة ستكون حاضرة على المنطقتين الفنيتين الخاصة بالفريقين، إذ سيتواجه مدرب الهلال التشيكي ايفان هاسيك مع نظيره الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش. وتبدو طموحات المدربين متشابهة إلى حد كبير، إذ يطمحان إلى تسجيل اسميهما في قائمة الشرف للبطولة، فضلاً عن تسجيل حضور مميز في بداية المشوار بالنسبة للتشيكي هاسيك وإثبات النجاح بالنسبة للكرواتي برانكو. وحضر التشيكي هاسيك الذي لم يكمل عامه ال49 إلى الرياض لتولي مهمة تدريب الهلال في نهاية الشهر الماضي بعد أن فك (الزعيم) ارتباطه بالألماني توماس دول الذي فشل في تقديم فريقه بالصورة الفنية التي ينتظرها أنصار الفريق. ولعب هاسيك لفريق لأشهر فرق التشيك وهو فريق سبارتا براغ، وشارك في 56 مباراة دولية، قبل أن يعتزل اللعب في عامه الحادي والثلاثين بعد أربع سنوات من مشاركته مع المنتخب التشيكي في كأس العالم عام 1990 ويتجه للتدريب، إذ أشرف على سبارتا براغ التشيكي بالإضافة لستراسبورغ وسانت اتيان الفرنسيين وفيسيل كوبي الياباني، فيما كانت محطته الخليجية الأولى مع الوصل الإماراتي وحقق معه أرقاماً جيدة، قبل أن يشرف على أهلي دبي الإماراتي في فترتين الأولى في العام 2008 وحقق مع الفريق بطولة الكأس قبل أن يحصد بطولة الدوري عام 2009، وعاد بعدها لبلاده حيث المشاركة في انتخابات اتحاد كرة القدم التشيكي وحينها قادته صناديق الاقتراع ليكون رئيساً لاتحاد كرة القدم هناك، كما أشرف في فترة توليه رئاسة الاتحاد التشيكي على تدريب المنتخب بشكل مؤقت، قبل أن يقدم استقالته من رئاسة الاتحاد المحلي بعد أن أنهى فترة تطبيق برنامجه الانتخابي والمتمثل بتطهير كرة بلاده من الفساد. وعاد هاسيك من جديد لقيادة أهلي دبي الإماراتي في بطولة كأس العالم للأندية التي احتضنتها أبوظبي عام 2009. برانكو وأشرف هاسيك على الفريق الهلالي في لقاءيه الأخيرين أمام الفيصلي والقادسية وكسبهما الهلال على التوالي بنتيجتي 2-1 و 3 – صفر، وهو يطمح لتحقيق كأس ولي العهد الليلة ليشكل ذلك حافزاً معنوياً للفريق في معركة الحفاظ على لقب الدوري، إذ يحتل الهلال المركز الثالث برصيد 43 نقطة خلف المتصدر الشباب ووصيفه الأهلي. وعلى الضفة الأخرى، سيكون الكرواتي برانكو مطالباً بتحقيق اللقب للمصادقة على نجاحه في تطوير الاتفاق وقيادته للمنافسة على البطولات المحلية. وبرانكو ذو ال58 عاماً يحمل سيرة حافلة، إذ بدأ مشواره كمدرب لفريق فاريتيكس الكرواتي عام 1991 واستمر معه لأربع سنوات، قبل أن ينتقل ليكون مساعداً لمدرب منتخب كرواتيا عام 1997، ثم أشرف على هانوفر الألماني عام 2001، فانتقل لتدريب المنتخب الإيراني في العام 2003 وقاده للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2006، ليعود بعدها مباشرة لقيادة المنتخب الكرواتي حتى عام 2008، ومن ثم لفريق دينامو زغرب، وبعدها انتقل للتدريب في الصين قبل أن يستقر به الحال في الاتفاق. وينافس الاتفاق بفضل قيادة برانكو المميزة على لقب الدوري السعودي للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين، إذ يملك 42 نقطة في المركز الرابع، ويطمح لتضييق الخناق على منافسيه بعد أن يفرغ من مواجهة اليوم، والتي يأمل فيها أنصار (فارس الدهناء) في تحقيق بطولة محلية بعد غياب طويل. وعُرف برانكو بتصاريحاته النارية وحرصه على الدفاع عن فريق ولاعبيه، لكنه هذه المرة اختار أن يباغت مدرب الهلال هاسيك بتصريح قبل المواجهة إذ أشار في مقابلة معه نشرتها صحيفة (الأقتصادية) إلى أن على مدرب الهلال هاسيك معرفة فريقه قبل التفكير في مواجهة الليلة – في إشارة لحداثة عهد هاسيك بفريقه – لكنه عاد للإشادة بلاعبي الهلال وخبرتهم على حسم هذا النوع من المواجهات. وأشار برانكو إلى أن فريقه يتسلح بالعزيمة والإصرار إن كان الهلال سيحظى بدعم جماهيره الكبيرة، لافتاً إلى أنهم سيلعبون مواجهة الليلة من أجل جلب الفخر لمحبي فريقه.