«ما فاتكم اليوم تدركونه غدا» عبارة تعودنا على سماعها في المسلسل الرمضاني «أشعب» الذي عرض قبل نحو عقد ونصف، واليوم تتسع دائرة ليصبح بالإمكان استدراك ما فات من المشاهد والمسلسلات والأعمال الفنية التي كانت حبيسة الأرشيف لدى الجهات التابعة لها. موقع «اليوتيوب» محصلة كل شيء، لا يخفى عليه شيء مما عرض على الشاشات الفضية منذ أن كانت ألوانها لا تتجاوز الأبيض والأسود والتي أصبحت مجلدا للأجيال يبحثون فيها عما تدور قصص المجالس عنه، فيما يلتقط البعض أنفاس الذكريات باحثا في ردهاته عن لقطة من مسلسل أو عملي فني ليستعيده كأول مرة عثر عليه. ولا يكتفي الواقفون على أطلال الذكريات بالمشاهدة وحسب، بل يخلفون وراءهم مسحة إذ أن صفحات اليوتيوب تحولت لجدران يدون عليها المتصفحون ذكرياتهم كل يعبر عما يدور في ذاته. وتنطوي عبارات رواد المقاطع القديمة خصوصا التي دونت تحت الأعمال الكرتونية على التحسر على ذكريات الطفولة، فيبكي البعض أسفا على جمال حقبة زمنية خلت، فيما يتمنى آخرون أن تعود الطفولة يوما مؤكدين أن كل شيء تغير طعمه حتى تلك المسلسلات الكرتونية المدبلجة. وحصلت مواقع الأعمال الغنائية القديمة والأحداث السياسية على نسبة من اهتمامات الأجيال إذ شكلت الفترات الزمنية التي عاشها سياسيون قدماء إضافة لبعض الأحداث السياسية مثل احتلال الكويت ومشهد جنازة الملك فيصل يرحمه الله وغيرها من الأحداث المؤثرة في التاريخ البشري والتي مثل اليوتيوب أرشيفا تمكن العودة إليه في أي زمان دون قيود. وتستحوذ مقدمات البرامج القديمة على اهتمامات المتصفحين إذ أن الأغنيات المرتبطة ببعض المسلسلات والأعمال الكرتونية والوثائقية وحتى التعليمية مثل «إفتح يا سمسم» والأفلام الكرتونية «فلونة» و«هايدي» و«عدنان ولينا» والتي تحمل التعليقات على أغنيات مقدماتها عبارات وصلت بالكثيرين إلى التعبير عن حالة البكاء التي وصلوا إليها خصوصا أولئك الذين عاصرت مرحلة طفولتهم فترة العرض الأول. وتعدت الموضوعات المرفوعة على صفحات «اليوتيوب» كونها للمشاهدة فقط إذ أن الكثيرين اتخذوا منها مدارس لترقية الذات من خلال البحث عن بعض البرامج التثقيفية الموغلة في القدم مؤكدين في ردودهم أن تلك البرامج كانت مركزة أكثر مما يعرض الآن في ظل الفورة التقنية التي شتتت المتابع.