لافروف في دمشق .. «تاجر الحقيبة» تحليل محمد سلام إن وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف سيحاول أن ينفذ في سورية مصالح روسيا، فروسيا وعبر مواقفها الداعمة للنظام السوري منذ بداية الثورة السورية وآخرها كان الفيتو في مجلس الأمن الدولي الذي منع المجتمع الدولي من اتخاذ موقف ينهي العنف والقتل الممارس بحق الشعب السوري الأعزل الذي يريد حريته وكرامته، فروسيا لا تحافظ على مصالح النظام الأسدي ومصالح رئيسه بشار الأسد، بل روسيا تلجأ إلى هذه المواقف وآخرها الفيتو للدفاع وحماية مصالحها في سورية والمنطقة سواء كان الرئيس بشار الأسد موجودا أو غير موجود في الحكم. وبالتالي ما سيحصل خلال اللقاء الذي سيجمع الوزير لافروف بالرئيس الأسد هو إجراء نوع من المقايضة، بحيث سيضمن لافروف مصالح روسيا في سورية لقاء خدمات يقدمها في الوقت نفسه كما يعتقد للشعب السوري، ولرئيس النظام أي خدمة شخصية للرئيس الأسد وليس لكتلة النظام. فإذا استطاع الروسي أن ينجح في هذه الخطة يكون قد أنجز ما يمكن تسميته بتسوية وإلا فإن الأمور ذاهبة إلى مكان آخر للبدء بتغيير الموقف الروسي المعلن باتجاه سورية. التحرك الروسي يمكن أن ينطبق عليه المثل الشعبي القائل «ذاهب إلى الحج والناس راجعة» إذ توقع المراقبون أن الوزير لافروف والرئيس الأسد سيتطرقان إلى ضغط تمارسه روسيا على النظام السوري للإسراع بالإصلاحات الديمقراطية الموعود بها الشعب السوري منذ بدء الثورة. وبالتالي أي إصلاحات هذه التي سيتحدثان عنها وهناك أكثر من عشرة آلاف شهيد ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين والمجازر تنادي مجازر وحمص تحرق ويقتل أهلها. لم تعد المسألة محصورة بإصلاحات ولا برئيس سيعرب عن حسن نيته ومحبته وحرصه على شعبه، ويطلب الوساطة ليقنع شعبه بإجراء الإصلاحات، لن يجرؤ على إقامة إصلاحات على قاعدة «عفا الله عما مضى». مشروع الإصلاح انتهى، اليوم الضغط الروسي هو باتجاه مصالحه وليس مصلحة الرئيس الأسد. فالاستراتيجية الروسية تبدأ تحديدا بالسؤال التالي: ما هي مصالح روسيا في سورية؟ فروسيا تملك قاعدتين عسكريتين على البحر ولديها ديون مستحقة، وهنا تتساءل الحكومة الروسية ما إذا أزيل هذا النظام وسقط برمته، هل سأسدد هذه الديون؟!.. وتضيف إليهما روسيا حول إمكانيتها بعقد صفقتين الأولى مع العرب والثانية مع الغرب وتحديدا الولاياتالمتحدةالأمريكية. فمنذ بطرس الأكبر مرورا بالاتحاد السوفياتي وصولا إلى الرئيس ميديديف ومعه فلاديمير بوتين، الروسي هو «تاجر حقيبة» دائما، الروسي يستند في سياسته الخارجية على المقايضة وفقا لمصالحه وليس وفقا لمبادئه. والصفقة التي يتحدث عنها الجميع غير واضحة المعالم بالنسبة للمراقبين، ولكن يمكننا أن نشتم مفاصلها، سيحاول لافروف وزير الخارجية الروسي إقناع الرئيس بشار الأسد أن النظام حان وقت رحيله، وأن هذا النظام الذي يستند إلى حكم الحزب الواحد والصوت الواحد انتهى. ولكن يمكن إنقاذه هو أي الرئيس الأسد دون نظامه، وإن كان هناك دور للعرب فماذا سيقدمون؟ الروس يطمحون الآن بمكان كبير لهم في النظام الإقليمي الجديد فمنذ الاتحاد السوفياتي كان ينادي ب مبدأ «الصداقة مع الشعوب» ويتحاور مع الأنظمة، هذا الروسي يريد مصلحته وليس مصلحة الأنظمة التي يتحالف معها. الوزير لافروف سيذهب إلى الرئيس بشار الأسد ليقول له إن نظامه لا يستطيع أن يستمر في رعاية مصلحة شعبه. والمسؤولون الأتراك حاولوا قبله عندما عملوا على تحويل نظامه من العلمانية إلى التعددية وفشلوا ولايبدو الروسي بموقف أفضل خاصة أن الرئيس الأسد ومع زبانيته لايملكون القدرة ولا الرغبة في التغيير والإصلاح الذي يطالب به الشعب السوري عبر ثورته السلمية منذ مايزيد عن عام كامل .