فردت جريدة عكاظ يوم الأربعاء الماضي خريطة ضياع النصر أمام قرائها ، عبر القراءة المتعمقة التي قدمها الزميل نعيم حكيم، والتي تناول فيها بمهنية عالية مسببات تدهور النصر ، وأجمل ما في القراءة أن الزميل نعيم حاور الذهنية النصراوية بمهارة عالية عندما تجنب رسم خطوط فاصلة بين مراحل الضياع، وتجاهل الإشارة إلى أسماء معينة حتى يسد الطريق على من اعتاد أن يضع النقد داخل أطر التصنيف الضيق حتى يفلت من تبعات أحكامه و يجرده من مضامينه .. انطلق من التوصيف الذي قدمه زميلنا العزيز لفريق النصر بأنه مبني على رجيع الأندية و أنصاف اللاعبين من فرق الدرجة الأولى ، لأقول إن هذه الحقيقة الموجعة تمثل القراءة الحقيقية لواقع النصر ، بل ربما أنها تؤشر إلى أن من تبنى هذه السياسة القاصرة لم يحترم تاريخ النصر و لم يحترم جماهيره التي تطاول صبرها و تمدد حلمها إلى خلف مجاهل النهايات، و مع ذلك هناك الكثير من المؤشرات أن هذه السياسة العقيمة ما تزال هي التي تقود العمل و لعل آخر صفقة وقعها المفاوض النصراوي تؤكد ذلك .. أمام صانع القرار النصراوي تجربتان جريئتان تمتا في فريقي الهلال و الاتفاق ، عندما اتخذت إدارتا الناديين قرارات شجاعة بالثقة في المواهب الشابة في الفريقين التي كانت في مستوى الثقة و أخذت الفريقين إلى طريق المنصات بثقة ، بينما تجربة النصر المبنية على الفكر المعاكس أخذت النصر على متاهات الضياع المصحوب بالهدر المالي المهول ، مع هدر مصاحب في منتج الفئات السنية الذي بدأت طلائعه تدخل مرحلة فقد الثقة بالنفس ، نتيجة عدم ثقة صانع القرار النصراوي بهذا المنتج .. دعوني أحدثكم عن تجربة اللاعب خالد الحوطي و هو لاعب في درجة الشباب بنادي النصر ، فهذا اللاعب ذهب لزيارة أقربائه في دولة الإمارات قبل ثلاثة أسابيع ، وتمرن مع فريق الوصل في درجة الشباب ، و بعد أول تمرين فتح معه إداريو الوصل باب المفاوضات لتوقيع عقد احترافي ابتدأ من العام القادم ، بشرط أن لا يكون قد مثل المنتخبات السنية السعودية ، و بإمكان إدارة النصر أن تجلس مع اللاعب لتطلع على الحقيقة كاملة ، و لتعرف أن بين جنبات النادي الذي تديره كنوزا لم تتعرف عليها بعد .. أعود للقراءة التي قدمتها عكاظ لواقع النصر المؤلم يوم الأربعاء الماضي ، و التي يمكن تسميتها ب ( جادة عكاظ ) التي ستأخذ النصر لمرفأ أحلام جماهيره إن تتبع صانع القرار النصراوي كل معالم هذه الجادة المرسوم بمسؤولية كبيرة ، أما إن استمر العمل النصراوي في منهجية الاعتماد على رجيع الأندية و أنصاف لاعبي أندية الأولى من المنطفئين و المعطوبين، فيجب أن تتوقف أحلام جماهير الشمس بعودة نصر البطولات ، و أن تستعد لعذابات الهزائم و الانكسارات القادمة .. ليس أمام رجالات النصر من حلول لأزمات النصر إلا التخلص من أزمة الشجاعة التي يعانون منها و الدفع بشباب النادي مع بعض الإضافات المعينة من لاعبين أجانب و ثلاثة ممن يمكن الثقة بهم من لاعبي الفريق الأول الحاليين ، إن أراد رجالات النصر أن يأتوا بالفرح الغائب عن مدرجات الشمس.