خسر لبنان واللبنانيون أمس وجها وطنيا ومدافعا شرسا عن الحريات والديموقراطية، برحيل الوزير والنائب السابق نسيب لحود بعد صراع مرير مع المرض في مستشفى أوتيل ديو. وبفقدانه، يفتقد المسرح السياسي اللبناني مناضلا شكل علامة فارقة في تاريخ التعاطي والأداء الراقي في زمن الإسفاف السياسي. وستقام مراسم جنازة لحود ظهر غد في كاتدرائية مار جرجس وسط بيروت ويرأسها رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، على أن ينقل جثمانه بعد ذلك إلى مسقط رأسه بعبدات حيث سيوارى الثرى. وتقبل التعازي يومي الأحد والاثنين في 5 و6 الجاري في دارته في بعبدات، ويومي الثلثاء والأربعاء 7 و8 منه في منزله في الأشرفية. ونعت حركة التجدد الديموقراطي رئيسها الراحل نسيب لحود وجاء في النعي: رحل نسيب لحود رجل الدولة والاعتدال والمبادئ. غادرنا من أضاف إلى السياسة معناها النبيل، وإلى ممارستها الالتزام بالقيم والنزاهة الفكرية والمادية ولغة الترفع وآداب الحوار. وبذلك يودع لبنان رجلا طالما احتكم لضميره، ولم يخض صراعا إلا في سبيل حرية شعبه واستقلال وطنه وسيادة دولته.