صممت أروى عمر غرفة نومها وهي لما تتجاوز ال16 من عمرها، ولم يدر بخلدها آنذاك أن تلك الغرفة التي صممت مفرداتها وضعت أولى خطواتها على طريق الإبداع في تصميم الديكور والتحف الفنية. اتجهت أروى لصقل موهبتها بالدراسة في كلية التربية في جدة، وبدأت تطبيق موهبتها في منزل أسرتها التي قدمت لها كل الدعم عندما لاحظوا موهبتها، ثم اتسعت الدائرة لتشمل منازل الأهل التي زينتها أروى بتصاميمها الفنية المختلفة. «تداعبي الأفكار في أوقات غير متوقعة، أحيانا عندما أكون في نقاش مع أحد أو عند مشاهدتي للتلفزيون، وفي أحيان أخرى تراودني أفكار توقظني من نومي فأبادر بتدوينها»، هكذا شرحت أروى كيفية ورود الأفكار إلى مخيلتها، واستطردت موضحة «كانت مناسبة زواج أخي فرصتي الأولى في بدء انتشار أفكار تصاميمي للقطع الفنية، وتعريف المجتمع المحيط بأعمالي، وفي هذه المناسبة صممت أطباقا لتقديم الشوكولاته والحلويات في ليلة الفرح، وكانت تلك الأطباق بطاقة تعريفي للحاضرات». ولم تكتف أروى بمحيط الأهل في عرض منتجاتها، بل عملت خلال العام المنصرم على تنفيذ أول مجموعة من التحف الفنية قالت عنها «لاقت إعجابا كوني نفذت هذه المجموعة يدويا وبحرفية عالية من خلال الجمع بين الحس الفني والعملي في التنفيذ على مبدأ الاستفادة من القطعة الفنية الواحدة في أكثر من اتجاه»، وأردفت «تطورت لدي التصميمات من موهبة إلى حرفة خصوصا وأن مجال التصميم واسع تتعطش من خلاله المصممة لمواكبة التغيرات لضمان أعمال مميزة ذات فخامة وذوق رفيع مبهر». وتستطرد أروى: وجدت أنه لابد من توسيع دائرة تعريف أعمالي للمتلقين والمتذوقين للعمل الفني، وكانت الفرصة في معرض المرأة السعودية الثاني الذي نظم مؤخرا، إذ تقدمت بالمشاركة رغم أنها كانت مكلفة إلى حد ما، ومنحني المعرض فرصة أكبر للانتشار وتكوين علاقات أوسع مع سيدات المجتمع اللاتي توقفن عند قطعي الفنية. سألنها عن المعوقات التي واجهتها في هذا المشوار، أجابت بأنها تواجه أحيانا صعوبة في تنفيذ أفكارها التي لم تر النور بعد، حيث تواجه بالرفض من بعض المنفذين الذين تعرض عليهم أفكارها بحجة أنها صعبة أو مستحيلة التنفيذ، ولكن هذا الرفض لا يعيقني لأنني أعلم أن الإبداع يصعب فهمه قبل أن تكتمل صورته، إضافة إلى ذلك، ولكي يخرج العمل بالشكل اللائق، ينبغي أن توضع له ميزانية، ومع تأزم الأوضاع الاقتصادية العالمية ارتفعت التكلفة وانخفض هامش الربح بشكل محبط. وأشارت أروى إلى حلمها في أن يكون لها اسم مسجل عالميا في هذا المجال ينافس الأسماء الكبرى، «أفكر فعليا في اعتماد خط إنتاج خاص بالطبقة المتوسطة حتى تكون تصميماتي في متناول جميع شرائح المجتمع، وبدأت فعلا في اتخاذ الخطوات العملية في هذا الاتجاه»، وختمت أروى بأملها في المزيد من الدعم في مجال التصميم الفني «بإيجاد جهة تدعم المبدعين ماديا ومعنويا، بالإضافة إلى إيجاد معارض متخصصة تنظم سنويا وبأسعار معقولة تهدف لمساعدة المبدعين على الظهور، وأن تتاح فرصة للمنافسة بين المبدعين تسهم في ظهورهم، ويمنح الفائز رعاية إحدى الشركات لأعماله لمدة عام، حتى يمكن لهذه الأعمال أن ترتقي إلى المستوى العالمي».