وماذا بعد أيتها الأرض؟ هل أضناك الشوق إلى أبي خالد وتمسكت به؟ أم أنك احببتيه أكثر منا ؟. أخرجيه لنا سويعات قليلة ننظر إليه النظرة الأخيرة ونودعه وداع الأحباب لحبيبهم، ومن ثم سوف يعود إلى أحضانك بجوار أحباب أودعناهم بين جنباتك. رحمك الله أبا خالد فقد كنت نعم الشاب في شبابه، ونعم الإنسان في إنسانيته، وكنت نعم القريب لقريبه، عاش والدك وأنت بارا به في حياته وبعد مماته، وعشت بارا بوالدتك حتى يوم وفاتك، ليتك تبصر الدنيا وترى دموع أقاربك وأحبابك وترى الألم يقطع قلوبهم على رحيلك، إنها لتعجز الكلمات ويتوقف القلم حائرا في وصف مآثرك، ولكن لا نملك أن نقول إلا كما قال المؤمنون بقضاء ربهم (إنا لله وإنا إليه راجعون). سوف تنام قرير العين منتظرا السعادة الأبدية من رب البرية بإذنه جلا وعلا، لأن ربك الجواد الكريم لن يخذلك بحوله وقوته، كيف لا وقد ذهبت روحك إلى بارئها ومولاها وأنت في عمل يقربك إليه، كنت تبني بيتا من بيوت الله في أرضه، وقد اختارك الله شهيدا عنده. نم يا أبا خالد نوما هنيئا وسوف نلتقي في جنات النعيم، سوف نلتقي برحمة رب السموات. أحمد مخضور السلمي جدة !!Article.extended.picture_caption!!