قد نختلف ونتفق حول السينما أو العروض المرئية التي يقدمها عدد من الموهوبين دون أن تكون لديهم دراية بأسس العمل الفني، لا سيما في مجال المونتاج والتصوير السينمائي؛ نظرا للحاجة إلى تقنيات معدات للتصوير السينمائي من كاميرات وإضاءة خاصة وفريق تصوير، فالكوادر السينمائية تختلف عن الكوادر في مجال التصوير التلفزيوني، لكن في جميع الأحوال فإن اجتهادات وطموحات هؤلاء الموهوبين مقدرة. إن الإشكالية التي تواجهنا كمتخصصين في مجال التصوير السينمائي هي في إقناع هؤلاء الشباب بأهمية صقل مواهبهم بالدورات والدراسة الأكاديمية، فمن خلال تجربتي في تقديم بعض التعريفات وتحكيم بعض الأعمال المصورة في جامعة الملك عبدالعزيز لمست هناك حرصا من الشباب في خوض غمار العمل السينمائي، لكن اكتشفت من خلال الحديث أن هذا الحماس وقتي وآنٍ وأناني؛ أي أن هؤلاء الشباب لا يريدون احتراف هذا العمل، لذلك نجد هذه الأعمال الفردية والجماعية معا لا تخلو من كونها هواية يمتطيها الشباب من أجل الشهرة الآنية وليس الاحترافية، فالاحترافية -كما أشرنا- تحتاج إلى امتلاك هذه المواهب قدرا كبيرا من الدورات والممارسة المهنية الفنية والدراسة الأكاديمية مع وجود المعدات الخاصة أثناء التدريب. عندما نشاهد الأعمال العالمية والعربية نجد أن صناعة السينما لم تقم على أساس الهواية فقط، رغم أنها الأساس، لكنها ترتكز على فنيات وتقنيات وإمكانيات تقنية احترافية، وهذا الأمر لا يقدر على فهمه إلا من خاض غمار هذا العمل الشاق وتعرف إلى جميع تفاصيله، لكن أن نتحدث عن سينما دون أن تتوفر هذه الإمكانيات فنحن بذلك نسيء إلى العمل قبل ولادته، وإن أشاد بنا البعض، رغم أن هذه الأعمال تم تصويرها بكاميرات (فيديو هوم) عادية، رغم وجود كاميرات احترافية تستطيع أن تتقرب بالعمل من التصوير السينمائي وهي كاميرات احترافية موجودة، لذلك فإن العمل السينمائي هو صناعة وتاريخ طويل من الممارسة التي تحتاج إلى الصبر، ناهيك عن توفر النص والإمكانيات والفكر السينمائي، الذي يؤمن أن للعمل السينمائي حرفياته كما للعمل التلفزيوني حرفيته. ما نتطلع إليه ونحن نشاهد هذا الحماس من الشباب، أن تقوم أفرع جمعية الثقافة والفنون بإثراء هذه الهوايات ودعمها عبر دورات فنية متخصصة تؤسس نوعا من الثقافة السينمائية عبر التعاون مع المتخصصين والمخرجين الممارسين لهذا العمل لشرح مفاهيم هذا الفن والأخذ بأيدي هؤلاء الموهوبين ودعمهم في حضور المناسبات والمهرجانات العربية والعالمية للتعرف إلى هذا الفن، رغم إشكالية المصطلح الذي يثير البعض ويقوض اجتهادات البعض وتمرد بعض من المتطلعين نحو هذا الفن. * مدير إدارة الإخراج في شركة دلة للإنتاج الاعلامي(ART) سابقا