نوه شيخ قبيلة أرحب اليمنية البرلماني منصور الحنق، بالدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنبذ الخلافات وتوحيد الصفوف، والتعامل مع الأزمة اليمنية وفق الاتفاق الذي طرحته المبادرة الخليجية، داعيا المملكة ودول الخليج للضغط على الأطراف المتنازعة لتنفيذ بنود الاتفاق وإحلال الأمن، والتصدي للأطراف الخارجية التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار في اليمن. ونفى «الشيخ الحنق» الذي التقته «عكاظ» في منزله في أكواخ أحد الجبال وسط أرحب، أي وجود للقاعدة بين أبناء أرحب الذين ينتمون جميعا إلى حزب الإصلاح واللقاء المشترك، مؤكدا أنهم خاضوا معارك دفاع عن النفس والعرض جراء الاعتداء الذي تعرضوا له نتيجة تأييدهم لشباب ساحة التغيير، ورمي أجسادهم أمام الآليات التي كانت ستتوجه عقب أحداث 18مارس من العام الماضي لقتل المحتجين في وسط العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أن الخروقات مازالت مستمرة رغم وقف المواجهات ووجود اللجنة العسكرية لمراقبة الوضع. وإلى تفاصيل الحوار: المؤامرة الكبرى • كيف تنظرون إلى دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى التصالح؟ • حقيقة علاقتنا بالمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والشعب السعودي طيبة، لكننا نطالبهم مطالبة الأخ لأخيه بجهد ودور أكبر في الحفاط على أمن اليمن، فنحن عمقهم الاستراتيجي ،وهناك أطراف خارجية تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة، وآمل من أشقائنا وإخواننا في المملكة والخليج أن يدركوا المؤامرة الكبرى التي نحن اليوم ندرؤها في كل مكان بما نملك من إمكانات مادية وفكرية، ماأدى إلى عدم ارتياح لمن لهم علاقة بإيران ولا يريدون الاستقرار لبلدنا، ويسعون إلى تحويله لبركة من الدماء وعلى الأشقاء أن يقوموا بواجبهم، ويضغطوا باتجاه إحلال الأمن والاستقرار وبإذن الله سيكون بلدنا عمقا استراتيجيا لإخواننا في الخليج مهما كانت الظروف. مواجهات أرحب • ضعنا في الصورة الحقيقية لأسباب اندلاع المواجهات في أرحب؟ • السبب الرئيس والأساسي هو أن أبناء هذه القبيلة برجالهم ونسائهم وأطفالهم بذلوا جهدا في مناصرة الثورة السلمية ثورة الشعب والشباب ،وتصدوا بأجسادهم للقوات العسكرية بمعداتها عندما خرجت من ثكناتها متجهة إلى العاصمة عقب أحداث 18مارس العام الماضي لمهاجمة المعتصمين في ساحة التغيير، واعتصموا لأكثر من 24ساعة، ومنهم من دخل تحت جنازير الدبابات الأمر الذي جعل تلك القوات تنسحب وتلبي مطالبهم وتعود إلى ثكناتها، لكن المضايقات بدأت حيث تم استحداث نقطة أمنية لمنع أبناء القبيلة من إدخال أسلحتهم الشخصية إلى المنطقة، ولم يكتفوا بذلك فقط، بل قاموا بقتل شاب، ما فرض على أبناء القبيلة أن يخيموا خلف المعسكرين بشكل سلمي، على أساس المطالبة بقاتل الشاب، وأثناء الاعتصام قتل آخرون، وتبين لنا فيما بعد أن تلك القوات رصدت عددا من أسماء الشباب لتصفيتهم، ووصل عدد القتلى إلى تسعة، كما أنني تعرضت شخصيا لكمين على نفس الطريق، وكانت تلك هي بداية الأشكال بيننا وبين تلك المعسكرات لكن أبناء المنطقة استطاعوا التصدي لهم. لاعلاقة لنا بالقاعدة • تقصدون أنكم لا تملكون فصيلا مسلحا مع أن اتهامات السلطة كانت تتحدث عن وجود عناصر من القاعدة و حزب الإصلاح وأتباع الزنداني تقاتل إلى جانبكم ؟ • نحن كقبائل دافعنا عن أنفسنا وأعراضنا وأباحت لنا ذلك كل الشرائع، مع أننا كنا قد عشنا أكثر من 12سنة مع تلك المعسكرات وقاداتها وتعاملنا معهم كأخوة، أما فيما يتعلق بأسطوانة القاعدة فهي ليست من اليوم، ولكنها تتردد بشكل دائم والنظام اتخذها حجة وتهمة جاهزة لكل من يقف ضده، وأؤكد لك أنه لم يدخل في القبيلة رجل واحد من القاعدة، أبناء القبيلة هم أبناء اللقاء المشترك و حزب الإصلاح، فجميع الناس هنا ينتمون إلى حزب الإصلاح منذ إنشائه،لما يعرفون عنه من تعامل جيد وصريح مع المجتمع لكن النظام كان يكيل التهم إليهم، والكل يعرف أن من قاتلوا ودافعوا وأوقفوا العنجهية هم أبناء هذه القبيلة ليس لهم علاقة قط بالقاعدة ،ولم يكونوا موجودين في المعركة ،فعناصر القاعدة لهم فكرهم المعين، والآن رأينا الواضح والبين، وحتى الشيخ عبدالمجيد الزنداني يحسبون عليه كل المعارك، وهم يعلمون أنه موجود داخل العاصمة صنعاء وقد جاء إلى هنا فترة من الزمن ثم عاد بحكم أنه مرجعية وعالم دين ،النظام وحده من يضع الفزاعات ويكبر الأمر، وحسب ظني هو من يتفاهم مع مثل هذه العناصر والتنظيمات أما نحن فلا علاقة لنا بهم ولا نعرفهم. اتفاق المعارضة والسلطة • على ذكر ارتباطكم بالمعارضة هل تؤيدون اتفاق المعارضة مع السلطة وتشكيلهم للحكومة؟ • نحن من حيث المبدأ نؤيد المبادرة الخليجية، والاتفاق هو أحد مخارج الأزمة لتحقيق جزء من أهداف الثورة والوصول باليمن إلى بر الأمان إذا وجدت المصداقية في التنقيذ، وهذا التأييد نابع من حرصنا على ضرورة خروج البلاد من المحن ووقف إراقة الدماء والحفاظ على الأمن والاستقرار مع وجود ملاحظات وتحفظ على بعض نقاط المبادرة، وهي المتعلقة بمنح الحصانة لمن قتلوا النساء والأبرياء والأطفال وبلا حساب، وكل أملنا أن يأخذ كل فرد جزاءه ،وقد تولدت لدينا خشية من إفشال الاتفاق بعد اجتماع الرئيس التشاوري بقياداته والذي اعتبر محاولة للالتفاف على الاتفاق. التدخل الإيراني • هل هناك تدخل إيراني في الشأن اليمني يتم عبر الحوثيين الذين لديهم حضور كبير في الساحات؟ • من خلال المعلومات التي تصل إلينا، ومن خلال دخولهم بعض المناطق وما يمتلكونه من إمكانات والحروب الذي يخوضونها، نؤكد أن لهم علاقة واضحة بإيران وهم مرتبطون بشكل واضح معها وحزب الله، أولا أن بدر الدين الحوثي كان في إيران، ثم حسين بدر الدين كذلك، وأدركنا من النشوة التي يعيشانها أن وراءهما من يدعمهما. اختراق الهدنة •هل حدثت أية مواجهات بعد تشكيل اللجنة العسكرية التي لحظنا وجودا لها في أحد المناطق في أرحب ؟ • اللجنة تشكلت وأرسلت إلينا بعض الضباط والأفراد وطلبوا منا إيقاف المواجهات وتم ذلك، إلا أن الخروقات ماتزال مستمرة واللجان تعلم من يقف وراء تلك الخروقات التي تأتي من الجانب الآخر، وهناك قتلى سقطوا عقب تشكيل اللجنة. حقيقة نحن نطالب اللجنة ومن يرعى المبادرة أن يضغطوا على الطرف الآخر لإيقاف إختراق الهدنة؛ حتى يتسنى للمشرفين على هذه المبادرة تنفيذ آلياتها . إخراج المعسكرات • ما مطالبكم من الحكومة والمجتمع الدولي؟ • أهم المطالب هي إخراج هذه المعسكرات المتواجدة في أوساط المنازل وشكلت محنة على المواطنين إلى أماكن بعيدة عن منازلنا، كما نطالب من حكومة الوفاق ونائب الرئيس العمل على تعويض من لحقت بهم الأضرار من منازل وأسر ومشاريع وآبار ومصابين، وأن يكونوا جادين . خسائر المواجهات • هل لديكم إحصائية بخسائر مواجهات الشهور الماضية مع قوات النظام ؟ • آخر المعلومات التي حصلت عليها هناك 149قتيلا ما بين رجل وامرأة وطفل ،بالإضافة إلى 320جريحا، أما الخسائر المادية فهناك المئات من المنازل تعرضت للتدمير الكلي وبعضها دمر جزئيا وليس لدي إحصائية كاملة بهذا.