أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح انه سيعود قريباً إلى اليمن، وجدد استعداده لنقل السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي «لكن عبر الحوار والانتخابات الحرة وليس عبر الانقلابات». وخاطب علي صالح الذي يمضي فترة نقاهة في الرياض في كلمة مسجلة بثت عبر شاشات ضخمة، مؤتمراً عاماً للقبائل اليمنية بدأ أعماله في صنعاء امس بمشاركة نحو أربعة آلاف شخصية قبلية من مشايخ ووجهاء وأعيان القبائل في عموم اليمن تأييداً له ورداً على إنشاء تكتل قبلي معارض قبل نحو أسبوعين برئاسة الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، واستباقاً لإعلان أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» اليوم تشكيل «مجلس وطني انتقالي». وطالب الرئيس اليمني المؤتمر القبلي ببحث «كل القضايا الوطنية واتخاذ مواقف واضحة وصريحة مما يحدث من تطورات في اليمن في ضوء الأزمة الراهنة وتداعياتها وانطلاقاً من الشرعية الدستورية»، مجدداً استعداده لتسليم السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي «المناضل الوطني»، وقال «لا فرق لدينا في من يتولى السلطة، المهم أن يكون ذلك عبر الحوار والانتخابات الحرة، وليس من خلال الانقلابات والعمل الدموي». وأضاف أن حادث تفجير مسجد دار الرئاسة مطلع حزيران (يونيو) الماضي والذي استهدف اغتياله وعدداً من كبار مسؤولي الدولة «يندرج ضمن أجندة الانقلاب على الشرعية الدستورية»، وتساءل «هل هذا هو الانتقال السلمي والسلس للسلطة؟». وتابع أن «التفجير أسفر عن مقتل 10 أشخاص وخمسة معوقين و240 جريحاً، فهل ذلك من الديموقراطية التي يدعونها؟». ولفت إلى أن عودته إلى اليمن باتت قريبة، وقال «إلى اللقاء قريباً في صنعاء». ويعد مؤتمر القبائل الأكبر خلال السنوات الأخيرة ويضم مشايخ ووجهاء من كل قبائل اليمن، بينهم مشايخ مرموقون من قبيلتي حاشد وبكيل، بالإضافة إلى قبائل حمير وهمدان ومذحج وكندة وغيرها. ومن المتوقع أن يخرج بقرارات وتوصيات تؤكد دعم الرئيس صالح والدفاع عن الشرعية الدستورية ودعوة المعارضة إلى الحوار لحل كل القضايا العالقة ووقف التصعيد وتجميد الإعلان عن المجلس الانتقالي واعتباره خطوة انقلابية وغير دستورية وانقلاباً على المبادرة الخليجية، إضافة إلى مختلف القضايا والتطورات التي أفرزتها تداعيات الأزمة الراهنة. وفي هذا السياق، حذر الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف، شيخ مشايخ قبيلة بكيل، كبرى القبائل اليمنية، من عواقب الزج بالقبائل اليمنية في أتون الصراعات السياسية من قبل كل الأطراف المتصارعة في السلطة والمعارضة. وقال الشيخ الشايف في تصريح إلى «الحياة» إن «القبائل اليمنية هي الركيزة الأقوى لأمن البلاد واستقراره والنأي به عن الصراعات الحزبية الضيقة، وأي محاولة من قبل أطراف الأزمة الراهنة للزج بالقبائل في صراع سياسي ستكون عواقبه وخيمة»، مشيراً إلى أن الغالبية من مشايخ ووجهاء القبائل يرفضون المحاولات من هذا القبيل. وأضاف أن «حرصنا على أمن واستقرار اليمن وحقن دماء الشعب اليمني هو ما يدفعنا لمثل هذا التحذير، إضافة إلى ما بأيدينا من مواثيق قبلية وشرعية ورسمية تعطينا الحق في التعبير عن إرادة القبائل في عموم اليمن». من جهة ثانية، قال مصدر عسكري إن «وحدات من الحرس الجمهوري قامت بتمشيط عدد من القرى والمناطق في أرحب، ودهمت بعض القرى بعد هجوم تعرض له احد معسكراتها في المنطقة». وأضاف أن المواجهات أسفرت عن مقتل اكثر من 30 مسلحاً قبلياً وتسعة جنود، بالإضافة إلى عشرات الجرحى من الطرفين». واتهمت وزارة الدفاع اليمنية الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس «جامعة الإيمان» والقيادي في حزب «التجمع اليمني للإصلاح» باستدعاء المئات من المسلحين المتشددين إلى أرحب لمهاجمة معسكرات الحرس الجمهوري.