تجدهم يجوبون الشوارع وداخل الأحياء والأزقة، يبدأون بنبش الحاويات قبيل الفجر نساء ورجالا، ويستمر ركضهم حتى المساء بحثا عن الكراتين والخبز المجفف وعبوات المياه الغازية والألمونيوم والبلاستيك، فهم يلتقطون من الشارع كل شيء، وكل شيء له ثمن كما يعتقدون. ولا يبالي ممتهنو نبش الحاويات التي يتجاوز عددها 10 آلاف حاوية موزعة على كافة أحياء محافظة جدة بأحد، مستغلين تجاهل نبش الحاويات من الجهات المسؤولة. فمع دخولك لحي الأجاويد جنوبي جدة يلفت انتباهك وجود النابشات يتجاوزنك حاملات في أيديهن أكياسا دون أن تشعر حتى بمرورهن، وينقبن النفايات أيا كانت بجوار المحلات التجارية أو المنازل أو في صندوق النفايات أو حتى في البيوت المهجورة، يجمعن ما حصلن عليه ثم يغادرن به إلى المكان الذي خصصنه على رصيف مدخل الحي. فكرنا بالاقتراب من إحداهن والتحاور معها لمعرفة تفاصيل عملهن، غير أن محاولتنا باءت بالفشل بعد رفضها الحديث، متمتمة بعبارات لم نفهمها! واشتد ذلك شراسة برفع صوتها ويديها. عبدالرحمن الزهراني (من سكان الحي) شكا من تواجد نابشات الحاويات بشكل ملفت داخل الحي وأمام المحلات التجارية، واصفا المنظر بأنه بات مألوفا لكنه غير حضاري. وذكر عصام أحمد (وهو أحد سكان العزيزية) أن وجود نابشي الحاويات أمر ليس جديدا على شوارع جدة وأحيائها وأزقتها، فهؤلاء سواء كانوا رجالا أو نسوة، يقومون كل يوم بجمع ما في الحاويات من علب وكراتين وخبز مجفف، الأمر الذي يسبب كثيرا من المشاكل البيئية لأن بعضهم يقوم بفك أكياس النفاية ويتركها خارج الحاوية، وهو ما يضاعف من معاناة السكان من تدني مستوى النظافة. ويرى سليمان عطية مقداد أن نبش الحاويات لا يقتصر فقط على النساء الكبيرات في السن، بل إن هناك من العمالة خصوصا الآسيوية من يقوم بجمع الكراتين وعلب المشروبات الغازية لبيعها والاستفادة من جمعها، مناديا بإيقاف هذه المشكلة ومتابعة نابشي الحاويات حتى تزول هذه الظاهرة. ومن جهته، أشار مصدر في أمانة جدة إلى أن الأمانة ستقوم بحملة تنظيف على كافة المواقع التي تجمع فيها المخلفات، مؤكدا مواصلة التنسيق مع الأجهزة المعنية في الشرطة والجوازات، لمتابعة من يقومون بنبش الحاويات، وضبطهم. ودعت الأمانة إلى ضرورة تعاون الجميع في مكافحة هذه الظاهرة والإبلاغ عن المواقع التي تعاني منها بالاتصال على عمليات الأمانة عن طريق الرقم 940.