يخرج السائح أو الزائر من بوابة مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وتلفت انتباهه سيارات التاكسي المصطفة في طابور طويل أمام بوابة المطار كأول مشهد تقع عليه عيناه. يتسابقون إلى أولئك الخارجين من البوابة يعرضون التوصيل إلى أي مكان في جدة، وإذا جرب الزائر طلب التوصيل إلى متحف في جدة أو مكان للترفيه الأسري بدلا من فندق أو مجمع سكني، يجيبك السائق بأنه لا يعرف مكانا بهذا الاسم، ولا بد للزائر من تحديد الشارع أو الحي للسائق، وأكثرهم يسأل: «هل تعرف الطريق؟!». (مارك) زائر أجنبي حاول جاهدا تحديد وجهته لسائق التاكسي، مستغربا عدم قدرته على التواصل معه لغويا أو حتى بالإشارة، ما اضطره للاستعانة بأحد موظفي المطار للاضطلاع بدور المترجم، لاحظت «عكاظ» هذا الموقف أمام بوابة الوصول في المطار. تقمصت دور واصل من خارج البلاد، ولم أكن في حاجة للبحث عن سيارة تقلني إلى جدة، إذ وقف أحدهم أمامي قائلا «تاكسي؟»، أومأت له بالإيجاب، وسألته ما أهم المعالم في جدة؟، أجاب السائق الذي قال إن اسمه عبدالله: الحرم المكي!، سألته أيضا: ما هو أقرب متحف يمكنني زيارته؟، قال: لا يوجد متاحف في جدة!، وأردف «لم أعتد توصيل الزائرين إلى المتاحف، والمشاوير محددة في غالبيتها إلى الحرم فقط». جاسر وهو من (الكدادة)، قال أيضا «يوجد متحف في شارع حراء لكنني لا أعرف ماهو اسمه!»، وبعد أن حاصرته بالأسئلة حول المتحف المزعوم اتضح لي أنه كان ينوي كسب المال فقط بإيصالي لشارع حراء فقط والزج بي في السوق الدولي والمغادرة ل«أدبر نفسي في العثور على المتحف!». سائق آخر جربت سؤاله أيضا: «كيف أصل إلى غار حراء، رد قائلا: أنا أوصلك للحرم وانت دبر نفسك في مكة والوصول لغار حراء!». وسائق آخر أفاد بأن اسمه عيضة، سألته عن أبرز المنتجعات الشاطئية في جدة، أجاب بأن أفضل منتجع هو الهيلتون!، استغربت إجابته لأن الكل يعلم أن الهيلتون فندق وليس منتجعا شاطئيا. وجهت أسئلة أخرى عن معلومات عامة تخص جدة من ناحية الطقس وعدد السكان وأبرز المعالم، كانت جميع الإجابات تدور حول «هاه؟»، أو «ما أعرف والله»، و«الله أعلم!». وفي ما يخص المنطقة التاريخية والمتاحف والمباني الأثرية وكم أعمارها وأبرز مناطقها وكيفية الوصول إليها، كانت الإجابات مختصرة في حدود البلد وبيت نصيف فقط!. استغربت هذا الوضع، ما دعاني إلى سؤال عدد كبير من أولئك السائقين: هل أنت من جدة؟، وكانت الإجابة من الكل:لا؟!