في السادس من شهر ديسمبر 2011م، نوقشت في جامعة تونس المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي، رسالة دكتوراه في العلوم الثقافية بعنوان: (الصور الثقافية المتبادلة بين العالم الإسلامي والعالم النصراني.. زمن الحروب الصليبية)، من إعداد الباحثة التونسية سارة حكيمي، وإشراف الدكتور إبراهيم جدلة. تكونت هذه الرسالة من أربعة أبواب رئيسية إلى جانب مقدمة ومدخل عام وخاتمة، واحتوى كل باب من هذه الأبواب الأربعة ما بين فصلين وثلاثة فصول، الباب الرابع والأخير في هذه الرسالة حمل عنوان: (الصورة الثقافية للآخر ونظرية تعارف الحضارات)، وتكون هذا الباب من فصلين، الفصل الأول جاء بعنوان: (ما قبل نظرية تعارف الحضارات)، وتطرق إلى ثلاث نظريات هي نهاية التاريخ، وصدام الحضارات، وحوار الحضارات، وجاء الفصل الثاني بعنوان: (نظرية تعارف الحضارات)، وتطرق إلى ثلاثة مباحث هي: مفهوم نظرية تعارف الحضارات، مفاهيم متعلقة بنظرية تعارف الحضارات والصورة الثقافية، الصورة الثقافية في نماذج من تعارف الحضارات. وعن رؤيتها لنظرية تعارف الحضارات، ذكرت الباحثة سارة حكيمي في المذكرة التي قدمتها أثناء مناقشة الرسالة، أن حجم الإشكال في العلاقات القائمة بين الأمم والشعوب قد أصبح جليا، الأمر الذي استوجب تكاثف الجهود للخروج من دائرة الحروب والصراعات إلى رحاب السلام والتعايش. وبعد تنقيب طويل تراءى للباحثة أن الحل بداية يكمن في حوار الحضارات بوصفه بديلا حضاريا، إلا أنها وجدت نقائص في هذه الأطروحة، فما كان منها إلا إعادة السعي والبحث في حل آخر يمكنه تقريب الرؤى، لأن التحاور مع الآخر لا يعني بالضرورة أن أغير صورتي النمطية عنه، أو أن يغير هو صورته النمطية عني، بل قد يؤدي ذلك إلى التصميم أكثر على تبني المواقف، فشعرت بوجود حلقة منقوصة في المسألة، وبعد تجارب وتساؤلات أعادت البحث من جديد، إلى أن وجدت ضالتها في نظرية تعارف الحضارات، ورأت فيها حلا مجديا في ملاقاة المتعدد، وبديلا في صياغة أو إعادة صياغة متمثلنا عن الآخر. وخلال فترة إعداد الرسالة كانت الباحثة حكيمي على تواصل معي، وتحديدا في الباب المتعلق بنظرية تعارف الحضارات، وأشارت إلى ذلك في رسالتها. وقبل مناقشة الرسالة اقترحت على المشرف الدكتور جدلة، دعوتي لحضور جلسة المناقشة بحكم علاقتي بنظرية تعارف الحضارات، فرحب الدكتور المشرف بهذا الاقتراح وأضاف إليه فكرة المشاركة أيضا في مناقشة الرسالة، والحلول ضيفا على الجامعة، وللأسف لم أتمكن من الحضور لأن الموعد ظل يتأجل مرات عدة. وعندما جرى الترتيب مع مكتبة الإسكندرية لعقد مؤتمر حول تعارف الحضارات، اقترحت اسم الباحثة حكيمي للمشاركة لكونها باحثة في هذا الموضوع، وجرت دعوتها، وحضرت فعلا في المؤتمر الذي عقد في شهر جمادى الآخر 1432ه/مايو 2011م، وقدمت ورقة من وحي رسالتها، وكانت بعنوان: (الصورة الثقافية للآخر في إطار نظرية تعارف الحضارات). وسلمتني في المؤتمر نسخة كاملة من رسالتها، وقد وجدت فيها باحثة جادة تتسم بالنضج والذكاء والطموح، وهذه على ما أعلم أول رسالة دكتوراه في تونس تتحدث وتناقش نظرية تعارف الحضارات، ومن هنا تكمن أهمية هذه الرسالة وقيمتها، ويسجل لهذه الرسالة أيضا أنها مثلت إضافة جديدة سوف يؤرخ لها في مسارات تطور هذه نظرية، التي شقت طريقها تقدما وصعودا بوصفها نظرية تنتمي إلى المجال الحضاري الإسلامي، وتبشر بالتعارف بين حضارات، وهذه أسمى رسالة تقدم إلى الناس كافة، في عالم تطحنه الحروب والنزاعات، ويبحث لنفسه عن أمل جديد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 115 مسافة ثم الرسالة