نجح مهرجان جازان الشتوي في محاكاة الماضي بما فيه من عادات وتقاليد ونقلها للجيل الحالي من خلال عرض عادات وتقاليد تزين العروس يوم زفافها التي تشتهر بها المنطقة في لوحة جمالية فريدة، حيث ما زال بعض الأهالي يحتفظون بهذه العادات، رغم التغيرات التي طرت في الأنماط الحياتية المتسارعة نتيجة الحياة الحضرية التي طغت على كل ما هو قديم، وبما أن منطقة جازان تحافظ على أصالتها وعراقتها حرص منظمو المهرجان على مشاركة الحرفيين في الحدث الكبير دعما منهم للموروث الشعبي والحفاظ عليه، حيث خصص جناح متميز بهدف عرض ما لديهم من مهارات حرفية وصناعية ذات الدلالات الشعبية أمام زوار المهرجان، خاصة الجيل الحاضر للتعرف عليه من قرب، ومن تلك الحرف التي لا تزال مشهورة في بعض محافظات منطقة جازان التزيين بالنباتات العطرية والتي يطلق عليها «العصابة» التي يشرف على صناعتها شباب سعوديون من أبناء هذه المنطقة وتقديمها للزوار بروائح جميلة بأسعار مناسبة وفي متناول الجميع، كما تتخذ صناعة الحلوى الجازانية مكانا خاصا لها في المهرجان يتم تحضيرها طازجة بصناعية محلية، حيث تشهد إقبالا كبيرا عليها من قبل الزوار للمنطقة، وهنا أوضح ل «عكاظ» صاحب محل لبيع الحلوى في المهرجان أنه يعمل في مهنة بيع الحلوى منذ 20 عاما، حيث تعتبر هي الدخل الوحيد خاصة أن الطلب ما زال كبيرا عليها مع وجود العدد الكبير من الحلويات، حيث تجد عددا من الشباب وكبار السن يقدمون على شرائها، كما خصص المهرجان مساحة للحناء والنقش وتزين العرائس في حفلات الزواج قديما وهو ما جذب عددا كبيرا من زوار المهرجان من داخل المنطقة ومن خارجها خاصة من جيل الشباب الذي غيرت عليهم تزين العرائس في الوقت الحاضر مظاهر تزين العرائس ونقش الحناء في السابق. وهنا أوضحت عدد من زائرات المهرجان أن تلك المشاهد في تزيين العرائس ونقش الحناء كانت جميلة وأن بعض الأهالي ما زال يحافظ على عادات الزواج، على رغم من اختلاف الوقت، فيما أكدت عدد من زائرات المهرجان من خارج المنطقة أنهم فوجئن بما شاهدوه من برنامج، خاصة المهتمة بالشأن النسائي، حيث تعرفن على عادات الزواج في منطقة جازان التي كانت جميلة ونقش الحناء الرائع، موضحين أن هناك فرقا عن تجهيز العرائس في مناطقهم. وفي مجال آخر من الصناعات الحرفية يستعرض أحمد محمد طريقة صناعة الفاس والمتمثل في آلة حادة تستعمل في قطع الأخشاب لبناء المنازل في القدم، حيث يقوم بضربها على النار حتى تصبح حادة، مفيدا أن أسعارها بين 30 إلى 50 ريالا. وعن الإقبال عليها قال: الغاية ليس الإقبال عليها وإنما تعريف الجيل الحالي على تلك الحرفيات القديمة التي كان يستعملها الآباء والأجداد في بناء منازلهم ومازال عدد من كبار السن تحافظ عليها كأصالة عن الماضي. وفي ركن من القرية يقف جمل كبير يدور حول آلة لتصفية زيوت السمسم، ويقول المسؤول عنه إن طريقة صناعة زيوت السمسم المحضر بالطرق البداية يعد من الزيوت المفضلة لدى عدد كبير من أبناء المنطقة وخارجها باعتباره خاليا من المواد الحافظة وطبيعيا وله مذاق رائع ويستخدم في إعداد الأكلات الشعبية، كما يوجد في المهرجان حرفيون في صناعة الأواني الأثرية كالحواسي والمغشات والتي تجد إقبالا كبيرا من قبل الزوار.